الرسالة بدقة وتحر للموضوع ـ وهو ما لم يجر إلى الآن ، إذ كان غالب النظر فيها منحصرا بمباحثها الكلامية فقط ـ وضعنا أمام ملاحظات هي التالية :
١ ـ إن تاريخ تأليف هذه الرسالة يأتي بعد مقتل ركن الدين محمود آخر خلفاء الإسماعيلية النزارية ٦٥٥ ه ، لما ذكره فيها آخر كلامه عن الإمامة عند الإسماعيلية «ثم أدعوا بعده أن الحسن الملقب بعلى ذكره السلام ، كان إماما ظاهرا من أولاد نزار واتصل أولاده إلى أن انقرضوا في زماننا هذا».
٢ ـ بدا لي غريبا تسليم الشيخ عبد الله نعمة (١) والدكتور عبد الأمير الأعسم (٢) لما نقلاه عن كتاب تاريخ علم الفلك في العراق للعزاوي من أن النصير قد أعلن تشيعه في ١٤ شوال ٦٥٤ ، إذ لا توجد إشارة إلى المكان الذي أعلن فيه النصير «اعلانه المدهش» هذا إلّا أن يكون بين يدي هولاكو قبل فتح بغداد.
وهو ما يفضي إلى إمكانية أن يكون هذا الإعلان تقية فعلية لإن هولاكو لما راسل ملوك نواحي إيران علل هجومه بأنه «لتخريب حصون الإسماعيلية وقتل هذه الفئة». كما ذكره د. حسن إبراهيم حسن (٣).
ثم ما هي القيمة التحقيقية لهذا النقل دون مستند قديم إذا لاحظنا النقطة التالية؟
__________________
(١) فلاسفة الشيعة ، ص : ٥٤٠.
(٢) نصير الدين الطوسي ، ص : ٤٨.
(٣) تاريخ الإسلام ، ج ٤ ، ص : ١٥٤.