٣٦ ـ سعيد بن جبير (ت / ٩٤ ه) :
قال أبو عبيد القاسم بن سلام (ت / ٢٢٤ ه) : «حدثنا مروان بن معاوية ، عن حسان بن أبي يحيى الكِندي ، قال : سألت سعيد بن جبير عن الزكاة؟ فقال : ادفعها إلى ولاة الأمر ، فلما قام سعيد تبعته ، فقلت : إنّك أمرتني أن أدفعها إلى ولاة الأمر وهم يصنعون بها كذا ، ويصنعون بها كذا؟ فقال : ضعها حيث أمرك الله ، سألتني على رءوس الناس فلم أكُن لأخبرك» (١).
وبعد فلا أظن أنّ أحداً يشك في صحة تقية راهب التابعين سعيد بن جبير رضوان الله تعالى عليه.
٣٧ ـ سعيد بن المسيب (ت / ٩٤ ه) :
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام أيضاً : «حدثنا يزيد ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة قال : سألت سعيد بن المسيب ، إلى من أدفع زكاة مالي؟ فلم يجبني ، قال : وسألت الحسن؟ فقال : ادفعها إلى السلطان» (٢).
أقول : اذا كان رأي الحسن البصري (ت / ١١٠ ه) هو هذا فعلاً فلا دلالة فيه على تقيته ، ولكن علام يدل سكوت التابعي سعيد بن المسيب؟
__________________
(١) كتاب الاموال / أبو عبيد القاسم بن سلام : ٥٦٧ / ١٨١٣ ، باب دفع الصدقة إلى الامراء واختلاف العلماء في ذلك. وقد دلّني على تقية سعيد بن جبير هذه الاستاذ الباكستاني علي حسين رستم في بحثه (التقية عند أهل السنة نظرياً وتطبيقياً) ص : ١٢٠ المنشور في مجلة الثقافة الإسلامية كما ذكرنا في مقدمة هذا البحث ، وقد اعتمد الطبعة الثالثة من كتاب الأموال : ٥٠٨ / ١٨١١ بتحقيق الهراس ، إلا انّي اعتمدت الطبعة الأُولى بتحقيق الهراس أيضاً.
(٢) كتاب الأموال : ٥٦٥ / ١٨٠١.