ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما «فطارت منه شَظِيَّةٌ ووقعت منه أخرى من شدّة الغضب».
(باب الشين مع العين)
(شعب) فيه «الحياء شُعْبَةٌ من الإيمان» الشُّعْبَةُ : الطائفة من كلّ شىء ، والقطعة منه. وإنما جعله بعضه لأنّ المستحيى ينقطع بحيائه عن المعاصى وإن لم تكن له تقيّة ، فصار كالإيمان الذى يقطع بينها وبينه. وقد تقدم فى حرف الحاء.
ومنه حديث ابن مسعود «الشّباب شُعْبَةٌ من الجنون» إنما جعله شُعْبَةً منه لأن الجنون يزيل العقل ، وكذلك الشّباب قد يسرع إلى قلّة العقل لما فيه من كثرة الميل إلى الشّهوات والإقدام على المضارّ.
(ه) وفيه «إذا قعد الرجل من المرأة بين شُعَبِهَا الأربع وجب عليه الغسل» هى اليدان والرّجلان. وقيل الرّجلان والشّفران ، فكنى بذلك عن الإيلاج.
وفى المغازى «خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم يريد قريشا وسلك شُعْبَة» هى بضم الشين وسكون العين موضع قرب يليل ، ويقال له شُعْبَةُ بن عبد الله.
(ه) وفى حديث ابن عباس «قيل له : ما هذه الفتيا التى شَعَبَتِ الناس» أى فرّقتهم. يقال شَعَبَ الرجل أمره يَشْعَبُهُ إذا فرّقه ، وفى رواية تَشَعَّبَتْ بالنّاس (١).
(ه) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها وصفت أباها «يرأب شَعْبهَا» أى يجمع متفرّق أمر الأمّة وكلمتها. وقد يكون الشَّعْبُ بمعنى الإصلاح فى غير هذا الباب ، وهو من الأضداد.
(ه) ومنه حديث ابن عمر «وشَعْبٌ صغير من شَعْبٍ كبير» أى صلاح قليل من فساد كثير.
وفيه «اتّخذ مكان الشَّعْبِ سلسلة» أى مكان الصّدع والشّقّ الذى فيه.
__________________
(١) تروى «شغبت» بالغين المعجمة ، و «تشغفت» وستجىء.