في النظم ، وكيفية الصّرف هي بأن لا يجدوا العلم بالفصاحة في تلك الحال ، فيتعذّر ما كان مع حصول العلم متأتّيا. (ص ٢٥)
٨ ـ وإذا لم يقصد المعارضة ، وجرى على شاكلته في نظم الشعر ، ووصف الخطب ، والتصريف في ضروب الكلام خلّي بينه وبين علومه.
٩ ـ وما يقال : إنّ هذا القول يوجب أن يكون القرآن في الحقيقة غير معجز ، وأن يكون المعجز هو الصّرف عن معارضة ، فنقول له : بل إنّ القرآن هو المعجز من حيث كان وجود مثله في فصاحته وطريقة نظمه متعذرا على الخلق ، من دون اعتبار سبب التّعذر ؛ لأنّ السّبب وإن يعود عندنا إلى الصّرف ، فالتعذّر حاصل على كلّ حال. (ص ٤٠)
١٠ ـ هكذا ثبت أنّ القرآن هو العلم على صدق دعوة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأنّ معارضته متعذّرة على الخلق ، وأنّ ذلك ممّا انحسمت عنه الأطماع وانقطعت فيه الآمال. فالتحدّي بالقرآن وقعود العرب عن المعارضة ، يدلّان على تعذّرها عليهم ، وأنّ التعذّر لا بدّ أن يكون منسوبا إلى صرفهم عن المعارضة. (ص ٤٢)
١١ ـ والقول بأنّ الصّرفة مخالفة لإجماع أهل النظر غير تامّ ؛ لمخالفة النظّام ومن وافقه ، وعبّاد بن سليمان ، وهشام بن عمرو الفوطيّ وأصحابهما ، فإنّهم خارجون عن الإجماع. (ص ٤٤ ـ ٤٥)
كما قام الشريف بتوضيح نقاط كثيرة ، ومفاهيم عديدة ـ مثل : المعجز ، الإعجاز ، التحدّي ، النظم ، الفصيح ، خرق العادة وغيرها ـ التبست معانيها على كثير من المتكلّمين ، ممّا استلزم مخالفتهم إيّاه ونسبة اعتقادات إليه هو بريء منها.
ومع وضوح تفاصيل مذهب الشريف في القول بالصّرفة ـ الذي ذكرنا خلاصته ، ويجد القارئ الكريم تفاصيله وتوضيحه لأمور أخرى في الكتاب ـ