زهير؟!
(١) وقد كان الأعشى (٢) ـ أحد الأربعة الّذين جعلهم العلماء أوّل الطّبقات ـ وقد إلى مكّة ، وعمل على قصد النّبيّ صلىاللهعليهوآله ، والإيمان به ، وإنشاده القصيدة الّتي قالها فيه ، وأوّلها :
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا (٣)
فعاقه من ذلك ما هو معروف ؛ وذلك أنّه لمّا أتى مكّة ، نزل على عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس (٤) ، فسمع بخبره أبو جهل بن هشام (٥) ، فأتاه في فتية من قريش ،
__________________
أمير المؤمنين عليهالسلام بصفّين ، ثمّ سكن الكوفة ، وهاجر أخيرا إلى أصفهان مع أحد ولاتها ، ومات بها نحو سنة ٥٠ ه ، وقد كفّ بصره وكان قد جاوز المائة.
(١) هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المازنيّ ، شاعر من الطبقة العالية. كان مشهورا في الجاهليّة ، ولمّا ظهر الإسلام هجا النبيّ والمسلمين فهدر رسول الله صلىاللهعليهوآله دمه ، لكنّه استأمن النبيّ وتاب وأسلم وأنشده لاميّته المشهورة : «بانت سعاد ...» فعفا النبيّ صلىاللهعليهوآله وخلع عليه بردته. توفّي سنة ٢٦ ه.
(٢) هو ميمون بن قيس بن جندل ، من بني قيس بن ثعلبة الوائليّ اليماميّ ، من شعراء الطبقة الأولى في الجاهليّة ، وأحد أصحاب المعلّقات ، توفّي سنة ٧ ه.
(٣) خزانة الأدب ١ / ١٧٧.
(٤) أبو الوليد ، من شخصيّات قريش وساداتها في الجاهليّة ، كان خطيبا مفوّها وعرف بالحلم والدّهاء. أدرك الإسلام ولم يسلم ، بل طغى وتجبّر وأصبح من أعداء الإسلام والمسلمين ومن المستهزئين بهم ، شارك في وقعة بدر في السنة الثانية للهجرة فقتله أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام. اجتمع برسول الله صلىاللهعليهوآله وتأثّر حينما سمع سورة «حم» ، وأثنى على رسول الله في قصّة مشهورة.
(٥) هو أبو الحكم عمرو بن هشام القرشيّ ، الذي كنّاه المسلمون بأبي جهل ، كان من رؤساء قريش بمكّة وزعمائها ، معروفا بالشجاعة والدهاء والمكر. كان من ألدّ أعداء الإسلام وخصومه ، أكثر الكفّار إيذاء لرسول الله صلىاللهعليهوآله والمسلمين. شارك في جميع المؤامرات