لم يكن هذا الوزن قياسا له واذا ثبت انه مصدر (لأضرّ) فنقول إن أضر المزيد فيه الهمزة يأتي لمعان كثيرة ولكن المعاني الغالبة منها : ـ
أحدها التعدية بان تدل الهمزة فيه على الجعل (كأذهبت زيدا) فان معناه جعلت زيدا ذاهبا فيكون الفاعل مفعولا للجعل الذي دلت عليه الهمزة ولذا كان المتعدي لواحد متعديا لأثنين بواسطة أن فاعله يكون مفعولا للجعل ومفعوله مفعول لأصل الفعل كقولك (أحفرت زيدا النهر) فان معناه جعلت زيدا يحفر النهر والمتعدي لأثنين يكون متعديا لثلاثة بواسطة ان فاعله يصير مفعولا للجعل. والثاني والثالث مفعولان لأصل الجعل نحو أعلمت عمرا خالدا ذاهبا أي جعلت عمرا يعلم خالدا ذاهبا وكان أصله علم عمرو خالدا ذاهبا ولا يوجد من ذلك في لغة العرب إلا أعلم وأرى. ورد على الأخفش حيث قاس (أظن أحسب واخال) على (أعلم وأرى) لأن الزيادات في الافعال ليس قياسا مطردا بل هو أمر سماعي. ولا ريب أنّ (أضر) لم يرد منه هذا المعنى لأنه متعد لواحد بنفسه ولذا استعمل مع الهمزة لم يعدّ لمفعول ثان بل قد يعدى للمفعول الأول بالباء فيقال أضرّ به فهذا الوزن لم يقصد به هذا المعنى.
وثانيها التعريض بأن تدل على ان المفعول معرض لأصل الحدث سواء صار مفعولا له حقيقة أولا نحو أبعت الفرس فان معناه عرضته للبيع سواء بعته أم لا ، بخلاف بعته فانه يدل على وقوع البيع عليه. وهكذا أقتلته فان معناه عرّضته للقتل سواء قتل أم لا ، بخلاف قتلته وهكذا أسقيته فان معناه عرّضته للسقي سواء شرب أم لا بخلاف سقيته وهكذا أقبرته فان معناه عرّضته على القبر سواء قبرته أم لا ، بخلاف قبرته وعليه فيمكن ان يكون المراد (بأضرّ) هو ذلك بمعنى أن يراد به التعويض للضرر ويكون