اليوم الثاني وبين اليوم الذي نحن فيه وهذه الأولية المرددة بين هذين الفردين صارت مقطوعة الوجود في هذا اليوم لأنها إما وجدت في اليوم السابق أو في هذا اليوم وليست بمشكوكة حتى تستصحب ـ هذا مضافا الى ان الأولية التي هي محرزة الوجود بدخول دقيقة هي محرزة الوجود في هذا اليوم وفي باقي الأيام واحرازها لا يثبت أولية ما نحن فيه فكيف باستصحابها وهذا نظير ما لو علم إجمالا بكون هذا اليوم أو ما قبله صدرت منه نجاسة لأنه وجد في ثوبه منيا لكنه ان صدرت فيما قبله فهو قد تطهر منها وان صدرت منه في هذا اليوم فهو لم يتطهر منها فإن استصحاب الكلي للنجاسة المردد لا يثبت أنها صدرت منه هذا اليوم فهكذا ما نحن فيه نعلم أنّ الأولية قد تحققت ولكن لا نعلم أنها هذا اليوم أو ما قبله فاستصحاب القدر الجامع لا يثبت أنها في هذا اليوم.
والتحقيق في الجواب أن عنوان الأولية في أيام الشهر عند العرف حقيقة مركبة من أمرين :
أحدهما عدم وجود الشهر في اليوم السابق على هذا اليوم وهو محرز بالأصل.
والثاني وجوده في هذا اليوم وهو محرز بالوجدان ولذا ترى العقلاء عامة والسيرة من المسلمين من صدر الاسلام على إنه اذا قامت البينة أو الشياع على وجود الهلال حكموا بأنه أول اليوم من الشهر في معاملاتهم كالاجارة للبيوت ونحوها وفي عبادتهم مع ان البينة والشياع والرؤية وإكمال العدة لم تقم على ان الهلال لم يظهر قبل هذا اليوم وانما قامت على وجوده في هذا اليوم فقط وهكذا ثانوية اليوم من الشهر فانها موضوع عرفي مركب حقيقته من أمرين من عدم الثانوية في ما سبقه وهو محرز بالأصل واحراز