المفروض الشك في أثناء العمل فالعمل غير متحقق حتى يستصحب وان كان المستصحب صحة الاجزاء اللاحقة فهي كذلك لم تكن متحققة وان كان المستصحب صحة الاجزاء السابقة فالمراد بالصحة إن كان موافقة الأمر فهو مقطوع به لأن الفرض أنّ كل جزء قد أتى به على طبق ما هو مأمور به وان طروء الفساد لا يوجب خللا فيه وانما يوجب خللا في المركب وان كان المراد بالصحة ترتب الأثر فلا بد ان يكون المراد بصحة الجزء هو مجرد الأهلية والقابلية بمعنى إنه لو انضم إليه باقي الاجزاء والشرائط بما يعتبر فيها لترتب الأثر على المركب وإلّا فبنفسه وحده لا يترتب الأثر عليه وهذا أيضا متيقن بالنسبة الى الاجزاء السابقة فهو غير مشكوك وانما المشكوك هو حدوث شيء يوجب فساد الكل ويمنع من ترتب الأثر عليه ويمنع من موافقته للمطلوب وإلا فنفس الاجزاء صحيحة لأنها يترتب أثر جزئيتها عليها وانما المشكوك ترتب أثر الكل عليه.
واجيب عنه بوجوه : ـ
أحدها إن المستصحب هو صحة الاجزاء السابقة بمعنى إنه لو انضم الى الاجزاء السابقة باقي الاجزاء لحصل المركب المطلوب ويترتب عليه الأثر المسماة بالصحة التأهلية والشأنية ولا يخفى ما فيه فانه استصحاب تعليقي في الموضوع وقد عرفت بطلانه في مبحث الاستصحاب التعليقي مضافا الى انها متيقنة الثبوت للاجزاء السابقة ولو قطع بعدم لحوق الاجزاء الباقية. وقد رد على ذلك استادنا المرحوم الشيخ آغا ضياء إن المستصحب هو الصحة الفعلية للاجزاء السابقة لأن الصحة سواء كانت موافقة الأمر أو ترتب الأثر تكون تدريجية الحصول بحيث يكون كل جزء مؤثرا في مرتبة منها الى أن يتم أجزاء المركب فيتحقق من مجموعها صحة