قال تعالى : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) (٢٩) [التوبة].
أي : أذلّاء.
أقول : فرّق في العربية بين الفعل ذي الدلالة المحسوسة ، والفعل ذي الدلالة المجرّدة أو المعنوية ، فالصّغر ضد الكبر ، وهو في الجسم والسن ، والصّغر والصّغار ، الذل والهوان ، والفعل صغر في الأول ، وصغر في الثاني.
٥ ـ وقال تعالى : (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ) [الآية ١٧].
الأيمان جمع يمين وهو الجهة اليمنى ، والشّمائل جمع شمال وهو الجهة اليسرى.
وكذلك اليد اليمين ، واليد الشّمال ؛ وفلان ينعم بيمينه ، ويقبض بشماله.
والشّمال : الطّبع ، والجمع شمائل أيضا ، والشّمال : الخلق.
وقلّما نجد كلمة «الشمال» في كلامهم بل نجدها مفردة.
على أن الشّمال قد وردت في الشعر ، قال عبد يغوث بن وقاص :
ألم تعلما أن الملامة نفعها قليل ، وما لومي أخي من شماليا وقال صخر بن عمرو الشريد أخو الخنساء :
أبى الشّتم أنّي قد أصابوا كريمتي وأن ليس إهداء الخنى من شماليا وقال آخر :
هم قومي وقد أنكرت منهم شمائل بدّلوها من شمالي أمّا الريح التي تهبّ من جهة الشمال فهي شمال ، وشمأل وشأمل.
٦ ـ وقال تعالى : (قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً) [الآية ١٨].
وقوله تعالى : «مذءوما» من ذأمه إذا ذمّه.
أقول : والذأم ، مهموزا : الذّمّ ومثله الذّام.
ومن هنا نلمح القرابة بين المهموز والأجوف والمضاعف ، وكنا قد أشرنا إلى الصلة بين المضاعف والأجوف ، ومنه الذّامّ والذّم.
٧ ـ وقال تعالى : (وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) (٢١).
أي : وأقسم لهما (إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) (٢١).