او «لا تعط المساكين» فقال «لا» كان هذا جودا منه.
وقال تعالى : (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (١٦) أي : على صراطك. كما تقول : «توجّه مكّة» أي : إلى مكة. وقال الشاعر (من الطويل وهو الشاهد الخامس بعد المائتين) :
كأنّي إذ أسعى لأظفر طائرا |
|
مع النّجم في جوّ السّماء يصوب |
يريد : لأظفر بطائر. فألقى الباء ونحوه (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ) [الآية ١٥٠] يريد : عن أمر ربكم.
وقال تعالى (قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً) [الآية ١٨] لأنه من «الذّأم» تقول «ذأمته» ف «هو مذءوم» والوجه الاخر من «الذم» : «ذممته» ف «هو مذموم» تقول : «ذأمته» و «ذممته» و «ذمته» كلّه في معنى واحد ومصدر : «ذمته» «الذّيم».
وقال تعالى : (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ) [الآية ١٨] فاللام الاولى للابتداء والثانية للقسم.
وقال تعالى : (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ) [الآية ٢٠] والمعنى : فوسوس إليهما الشيطان (١). ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلّها الفعل ، ومنهم من يقول : «غرضت» في معنى : اشتقت اليه. وتفسيرها : غرضت من هؤلاء إليه.
وقال تعالى (إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ) [الآية ٢٠] كأنه يقول : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا) كراهة (أَنْ تَكُونا) (٢) كما تقول : «إيّاك أن تفعل» أي : كراهة أن تفعل.
وقال تعالى : (وَطَفِقا) [الآية ٢٢] وقرأ بعضهم (وطفقا) (٣) فمن قال «طفق» قال : «يطفق» (٤) ومن قال «طفق» قال «يطفق».
وقرأ قوله تعالى : (يَخْصِفانِ) [الآية ٢٢] قرأه (يخصّفان) جعلها من «يختصفان» فأدغم التاء في الصاد
__________________
(١). نقله في إعراب القرآن ١ : ٣٥٣.
(٢). نقله في زاد المسير ٣ : ١٧٩ ، وأشرك معه الزجاج.
(٣). في الشواذ ٤٢ ، والبحر ٤ : ٢٨٠ نسبت القراءة بالفعل من باب «ضرب» الى ابي السمال ، وكذلك في الكشاف ٢ : ٩٦.
(٤). نقله في الجامع ٧ : ١٨٠ ، وإعراب القرآن ١ : ٣٥٤ ، والصحاح «طفق».