يُشْرِكُونَ) حيث ذكر ضمير الجمع ، ولم يقل يشركان ؛ ومعنى اشتراك أولادهما فيما آتاهم الله تعالى ، تسميتهم أولادهم بعبد العزّى وعبد مناف ، وعبد شمس ، ونحو ذلك ، مكان عبد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد الرحيم.
وقيل الضمير في «جعلا» للولد الصالح ، وهو السليم الخلق ، وإنّما قيل «جعلا» لأنّ حواء كانت تلد في بطن ذكرا وأنثى. وقيل المراد بذلك تسميتها إياه عبد الحارث ، والحارث اسم إبليس في الملائكة ، وسبب تلك التسمية يعرف من تفسير الآية ، وإنما قيل «شركاء» إقامة للواحد مقام الجمع ، ولم يذهب آدم وحواء إلى أن الحارث ربه ، بل قصد أنه كان سبب نجاته. وقال جمهور المفسّرين : قوله تعالى (فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) في مشركي العرب خاصّة ، وهو منقطع عن قصّة آدم وحواء عليهماالسلام.