الثبات في موقف الحرب ؛ او الذي هو الموافقة بين المسلمين ظاهرا وباطنا ، فمتى وجد الشرط تحقّقت الغلبة للمسلمين ، مع قلتهم لا محالة. ولقائل أن يقول إن هذه الغلبة ، مخصوصة بطائفة كان النبي (ص) أحدهم ، وسياق الآية يدل عليه.
فإن قيل : لم قال الله تعالى : (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) [الآية ٦٧] مع أنه يريد الدنيا أيضا ، لأنه لو لا إرادته إيّاها لما وجدت ، فما فائدة هذا التخصيص؟
قلنا : المراد بالإرادة هنا الاختيار والمحبة ، لا إرادة الوجود والكون ، فالمعنى أتحبّون عرض الحياة الدنيا وتختارونه ، والله يختار ما هو سبب الجنة ، وهو إعزاز الإسلام ، بالإثخان في القتل.