يا صاحبي ألا لا حيّ بالوادي |
|
إلّا عبيدا (١) وإماء بين أوتادي |
وقوله تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) [الآية : ٦١].
وهذه استعارة ، والمراد بها : فإن مالوا إلى السلم ميل ثبات عليه ، وركون إليه ، لا ميل مكر ومخادعة وإدهان ومواربة ، فسالمهم على هذا الوجه الذي طلبوا السلم عليه ، وأنّث السياق «السّلم» ، لأنه بمعنى المسالمة والمخادعة ، وما يجري مجرى ذلك.
وقوله تعالى : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) [الآية ٦٧].
وهذه استعارة ، والمراد بها : تغليظ الحال وكثرة القتل ؛ وذلك مأخوذ من قول القائل : قد أثخنني هذا الأمر ، أي بلغ أقصى المبالغ في الثقل عليّ ، والإيلام لقلبي.
__________________
(١). البيتان لأعشى طرود كما في ديوان الأعشين وقد جاء عجز ثانيهما الذي هو الأول «سوى عبيد وأم بين أذواد» والإماء : جمع أمة. [وعجز البيت كما ورد في المتن ، لا يستقيم وزنه إلّا بحذف الواو ، قبل «إماء».