عزوجل : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ) [البقرة : ٢٤٨].
قال الزجاج : معناه فيه ما تسكنون به ، إذا أتاكم.
وفي الحديث : نزلت عليهم السكينة ، تحملها الملائكة ، أي : الرحمة.
٦ ـ وقال تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) [الآية ٣٠].
المضاهاة مشاكلة الشيء بالشيء ، وقد يهمز «ضاهأ» ، ومنه القراءة المشهورة ، في الآية التي وقفنا عليها.
وضاهيت الرجل : شاكلته وعارضته ، وفلان ضهيّ فلان ، أي : نظيره وشبيهه.
وقد استعملت المضاهاة بمعنى المعارضة والمماثلة في الأدب ، ومن ذلك «مضاهاة كليلة ودمنة» لابن الهبّارية ، أي : أن الشاعر نظم الحكايات نظما.
ومن الحقّ ، أن نلاحظ أنّ «المهموز» في العربية تسهّل همزته غالبا ، فيتحوّل الهمز إلى مدّ ، نحو أومأ وأومى ، وربأ وربا وغير ذلك.
٧ ـ وقال تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) [الآية ٣٧].
النسيء : تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر ، وذلك أنهم كانوا أصحاب حروب وغارات ؛ فإذا جاء الشهر الحرام وهم محاربون ، شقّ عليهم ترك المحاربة ، فيحلّونه ويحرّمون مكانه شهرا آخر ، حتّى رفضوا تخصيص الأشهر الحرم بالتحريم ، فكانوا يحرّمون من شقّ شهور العام أربعة أشهر ، وذلك قوله تعالى : (لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) [الآية ٣٧] ، أي : ليوافقوا العدّة التي هي الأربعة ولا يخالفوها ، وقد خالفوا التخصيص الذي هو أحد الواجبين ، وربما زادوا في عدد الشهور فجعلوها ثلاثة عشر ، أو أربعة عشر ليتّسع لهم الوقت. ولذلك قال عزّ وعلا (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) [الآية ٣٦].
أقول :
ونسأ الشيء : ينسأه نساء وأنسأه : أخّره ، والاسم النّسيئة والنّسيء ونسأ الله في أجله ، وأنسأ أجله : أخّره.