الْمُرْسَلِينَ) (٣٤) قال العرب : «قد أصابنا من مطر» و «قد كان من حديث» (١).
وقال تعالى : (نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ) [الآية ٣٥] ف «النفق» ليس من «النفقة» ولكنه من «النّافقاء» ، يريد دخولا في الأرض.
وقال تعالى : (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) [الآية ٣٨] يريد : جماعة أمة.
وقال سبحانه : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ) [الآية ٣٥] ولم يقل «فافعل» بل أضمر. وقال الشاعر (٢) [من الخفيف وهو الشاهد الثاني والثلاثون بعد المائة] :
فبحظّ ممّا نعيش ولا تذ |
|
هب بك التّرّهات في الأهوال |
فأضمر فعش أو فعيشي.
وقال تعالى : (أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ) [الآية ٤٠] فهذا الذي بعد التاء من قوله تعالى : (أَرَأَيْتَكُمْ) إنما جاء للمخاطبة. وتركت التاء مفتوحة كما كانت للواحد ، وهي مثل كاف «رويدك زيدا» إذا قلت : «أرود زيدا». فهذه الكاف ليس لها موضع فتسمّى بجرّ ولا رفع ولا نصب ، وانما هي من المخاطبة مثل كاف «ذاك». ومثل ذلك قول العرب : «أبصرك زيدا» يدخلون الكاف للمخاطبة ، وإنّما هي «أبصر زيدا».
قال تعالى : (أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ) [الآية ٤٦] ثم قال (يَأْتِيكُمْ بِهِ) [الآية ٤٦] بحمله على السمع ، أو على ما أخذ منهم.
قال تعالى (فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٥٢) بالنصب جوابا لقوله جلّ وعلا (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) [الآية ٥٢].
وفي الآية الرابعة والخمسين قراءتان الأولى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ) [الآية ٥٤] (٣)
__________________
(١). نقله في الإملاء ١ : ٢٤٠ والبحر ٤ : ١١٣ والبيان ١ : ٣٢٠.
(٢). هو عبيد بن الأبرص ، وقد سبق الاستشهاد بهذا الشاهد والكلام عليه قبل.
(٣). في الطبري ١١ : ٣٩٣ إلى بعض المكّيّين وعامة قراء أهل العراق من الكوفة والبصرة. وفي السبعة ٢٥٨ إلى ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي ؛ وكذلك في الكشف ١ : ٤٣٣ ، والتيسير ١٠٢ ، والجامع ٦ : ٤٣٦ ، والبحر ٤ : ١٤١ ، وزاد فيه الأعرج برواية.