و (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٥٤) (١) ف (أنّه) بدل من (الرحمة) أي : كتب أنّه من عمل. وأمّا (فإنّه) (٢) فعلى الابتداء أي : فله المغفرة والرّحمة فهو غفور رحيم (٣). وقرأ بعضهم (فإنّه) أراد به الاسم وأضمر الخبر. أراد «فإنّ» (٤).
وفي قوله تعالى : (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) (٥٥) ورد تأنيث السبيل ، على لغة أهل الحجاز (٥) وقرأ بعضهم (وَلِتَسْتَبِينَ) (٦) يعني النبيّ (ص). وقرأ بعضهم (وليستبين سبيل) (٧) في لغة بني تميم (٨).
وفي قوله تعالى : (قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً) [الآية ٥٦] قراءة أخرى هي ضللت (٩). فمن قرأ (ضَلَلْتُ) فمن تضلّ (١٠) ؛ ومن قرأ «ضللت» فمن تضلّ (١١).
__________________
(١). في الطبري «كالسابق» إلى بعض الكوفيين ، وفي السبعة ، والكشف والتيسير ، والجامع ، والبحر «كالسابق» إلى عاصم وابن عامر ، وزاد في البحر الأعرج في رواية ، وعليها رسم المصحف.
(٢). وخرج عن هذا نافع وحده إذ قرأ بفتح الهمزة في «أنه» أولا وكسرها في «فانه» المراجع السابقة.
(٣). نقله في إعراب القرآن ١ : ٣١٥.
(٤). عبارة غير بيّنة المعنى والتعليل وفي الأصل فإن.
(٥). في الطبري ١١ : ٣٩٥ إلى بعض المكيين وبعض البصريين ، وفي الكشف ١ : ٤٣٤ والتيسير ١٠٣ إلى غير ابي بكر وحمزة والكسائي ، وفي البحر ٤ : ١٤١ إلى العربيين وابن كثير وحفص.
(٦). وعلى هذه القراءة يجب فتح اللام ، في «سبيل» وهي قراءة نافع كما في التيسير ١٠٣ والسبعة ٢٥٨ والكشف ١ : ٤٣٤.
(٧). في الطبري ١١ : ٣٩٥ إلى عامة قراء أهل الكوفة ، وفي السبعة ٢٥٨ إلى حمزة والكسائي ، وإلى عاصم في رواية ، وفي الكشف ١ : ٤٣٣ ، والتيسير ١٠٣ والبحر ٤ : ١٤١ ، أهمل عاصما وأبدل به أبا بكر.
(٨). أشارت كتب اللغة الى التأنيث والتذكير في لفظ «السبيل» ولم تعزهما لغتين المذكر والمؤنث للفراء ٨٧ ، والتذكير والتأنيث ١٦ ، والمذكر والمؤنث للمبرد ١١٥ ، والبلغة ٦٧ ، ونسبها كالأخفش في «لهجة تميم ٣١٧».
(٩). في الطبري ١١ : ٣٩٧ أنّ القراء بها قليلون ، وفي الشواذ ٣٧ نسبت إلى يحيى وابن أبي ليلى ، وفي الجامع ٦ : ٤٣٨ إلى يحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف ، وروي عن أبي عمرو أنها لغة تميم. وفي البحر ٤ : ١٤٢ إلى السلمي وابن وثاب وطلحة.
(١٠). في الطبري ١١ : ٣٩٧ إلى عامة قراء أهل الأمصار ، وفي الجامع ٦ : ٤٣٨ إلى الجمهور وأنها لغة الحجاز.
(١١) في الجامع أن باب «فرح» لغة تميم ، وباب «ضرب» لغة الحجاز ؛ وفي الصحاح «ضلل» أن باب ضرب لغة نجد وهي الفصيحة ؛ وأن لأهل العالية لغة أخرى هي من باب «حسب» ، وما في اللسان «ضلل» عن كراع ، أن باب «فرح» و «حسب» لغة تميم ، وعن اللحياني أن باب «فرح» لغة أهل الحجاز ، وأن باب «ضرب» لغة تميم. وفي «لهجة تميم ١٩٥» أن باب ضرب لغة نجد وباب فرح لغة أهل الحجاز والعالية ، وأن باب ورث لغة تميم.