ما هذه بساعة باطل ، فقال له برير : والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً ولكن والله إني لمستبشر بما نحن لاقون ، والله ما بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل هؤلاء علينا بأسيفاهم ولوددت أنهم قد مالوا علينا بأسيافهم الساعة.
٦ ـ مسلم بن عوسجة الاسدي ، قال ابن سعد في ( الطبقات ) كان صحابياً ممن رأى النبي ، وهو رجل شريف عابد ناسك قال أهل السير : حملت ميمنة ابن سعد على ميسرة الحسين ، وكان في الميسرة مسلم بن عوسجة وكانت حملتهم من نحو الفرات فقاتل قتالاً شديداً لم يسمع بمثله ، فكان يحمل على القوم وسيفه مصلت بيمينه ويقول :
إن تسألوا عني
فاني ذو لبد |
|
وإن بيتي في ذرى
بني أسد |
ووقعت لشدة الجلاد غبرة شديدة فلما انجلت الغبرة وإذا بمسلم بن عوسجة صريع فتباشر أصحاب ابن سعد فمشى اليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر وإذا به رمق ، فقال الحسين : رحمك الله يا مسلم ، وتلى قوله تعالى « فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ». ودنا منه حبيب فقال : إبشر بالجنة قال بشرك الله بخير ثم قال : لو لم أعلم أني بالأثر لأحببت أن توصي إلي بكل ما أهمك ، قال : أوصيك بهذا ، وأشار إلى الحسين :
نصروه أحياءً
وعند مماتهم |
|
يوصي بنصرته
الشفيق شفيقا |
أوصى ابن عوسجة
حبيباً قال |
|
قاتل دونه حتى
الحِمام نذوقا |