ما بأرض الغري
بعدك يحلو |
|
في عبوقي ولا
يلذّ اصطباحي |
أرقب الثاقبات
والليل داج |
|
لم أخله ينشق عن
إصباح |
وإذا ناحت
الحمامات في فرع |
|
أراك شاطرتها
بالنياح |
أترى أجلب
الليالي صفاءاً |
|
ومن الهم أترعت
أقداحي |
ذهبت بهجة
الزمان وولّت |
|
جدّة العمر
وانطفى مصباحي |
أيها الممتطي
جسوراً من النيب |
|
تلفّ الحزون لفّ
البطاح |
لا يشق النسيم
منها غباراً |
|
بغدوٍّ إن أدلجت
ورواح |
خض بها غامض
السرى واقتعدها |
|
وأقمها بالمندل
النفاح |
بربوع شقيقهن
خدود |
|
بغوان يبسمن لا
عن أُقاح |
جدّ قلب المشوق
فيها ولوعاً |
|
بنفور لا
بالحسان الملاح |
علم الصبر أنني
فيه حرٌ |
|
لم أدع ما عليه
ضمت جناحي |
ولو أني جزعت ما
غلبتني |
|
ببكاء حمامة أو
نياح |
إن قلبي من
الزمان جريح |
|
وجريح الزمان
صعب الجراح |
سل ربوع الغري
هل لاح فيها |
|
بعد فقد الحبيب
ضوء الصباح |
أين شملي أم أين
مجمع أُنسي |
|
فكأني قد كنت في
ضحضاح |
تعليق :
أقول والضحضاح هو القليل من الماء الذي لا يغمر القدم ، فلا تطلق العرب كلمة : ضحضاح إلا على الماء القليل ، ولكن المغيرة بن شعبة وهو المعروف ببغضه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، اختلق حديثاً كاذباً فزعم أن النبي (ع) قال : إن عمي أبا طالب في ضحضاح من نار. أبو طالب هو المحامي الأول عن بيضة الاسلام وهو الكافل للنبي والمدافع عنه بالنفس والمال والأهل والعشيرة وهو القائل كما رواه الالوسي في شرح القصيدة المطولة :
كذبتم وبيت الله
نخلي محمداً |
|
ولما نطاعن دونه
ونناضل |