٢. أنّ لفظ « الأبصار » صيغة جمـع دخل عليها الألـف واللام فهي تفيد الاستغراق بمعنى أنّه لا يدركه جميع الأبصار ، وهذا لا ينافي أن يدركه بعض الأبصار. (١)
يلاحظ عليه : أنّ الآية تفيد عموم السلب لا سلب العموم ، بقرينة كونه في مقام بيان رفعة ذاته ، وشموخ مقامه.
كأنّه سبحانه يقول :
« لا يدركه أحد من جميع ذوي الأبصار من مخلوقاته ولكنّه تعالى يدركهم ، وهذا نظير قوله سبحانه : ( كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) (٢). وقوله : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) (٣).
إلى غير ذلك من الوجوه الواهية التي ما ساقه إلى ذكرها إلّا ليُخضِعَ الآيةَ ، لمعتقده.
______________________
١. تفسير الرازي : ١٣ / ١٢٥.
٢. غافر : ٣٥.
٣. لقمان : ١٨.