قوله سبحانه : ( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ) (١) ، كما كتب النون ألفاً في كثير من المواضع منها ( لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ) (٢) ، ( وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ) (٣) وهاتان النونان نون تأكيد خفيفة كتبوها بألف التنوين ، وقوله : ( وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ) (٤) كتبوا « إذاً » بدل « إذن » تشبيهاً بالتنوين المنصوب.
كما رسموا ألفاً بعد كثير من واوات زعموا واو الجمع ، وعلى العكس حذفوا كثيراً من ألفات واو الجمع.
فمن الأوّل قوله : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي ) و ( فَلَا يَرْبُو ) و ( نَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) و ( مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ ).
ومن الثاني قوله : ( فَاءُوا ) و ( جَاءُوا ) و ( فَبَاءُوا ) و ( تَبَوَّءُوا الدَّارَ ) و ( سَعَوْا ) و ( عَتَوْا ) وغير ذلك كثير.
كان الحرف المعجم يكتب كالحرف المهمل بلا نقط مائزة بين الإعجام والإهمال ، فلا يفرّق بين السين والشين في الكتابة ، ولا بين العين والغين ، أو الراء والزاي ، والباء والتاء والثاء والياء ، أو الفاء عن القاف ، أو الجيم والحاء والخاء ، والدال عن الذال ، أو الصاد عن الضاد ، أو الطاء عن الظاء ، فكان على القارئ نفسه أن يميّز بحسب القرائن الموجودة أنّها باء أو ياء ، جيم أو حاء ، وهكذا.
من ذلك قراءة الكسائي : « إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبأ فتثبتوا » وقرأ الباقون : « فَتَبَيَّنُوا ». (٥)
______________________
١. الحج : ٤٥. |
٢. العلق : ١٥. |
٣. يوسف : ٣٢. |
٤. النساء : ٦٧. |
٥. الحجرات : ٦. |