لا شكّ انّ كلّ أُمّة وإن كانت ذات لغة واحدة لكن لهجاتها تختلف حسب تعدّد القبائل والأفخاذ المنشعبة منها ، فهكذا كانت القبائل العربية تختلف بعضها في اللهجة وفي التعبير والأداء ، وقد سبّب ذلك اختلافاً في القراءة.
١. اختلافهم في الحركات : مثل « نستعين » بفتح النون وهي لغة قيس وأسد ، وكسر النون لغة غيرهم ؛ ومثل « معكم » بفتح العين وكسره.
٢. اختلافهم في الهمزة والتليين : نحو « مستهزؤن » و « مستهزون ».
٣. اختلافهم في التقديم والتأخير : تقول العرب صاعقة وصواعق وبه نزل القرآن ، وبنو تميم يقولوا : « صاقعة » و « صواقع ».
٤. اختلافهم في الإثبات والحذف نحو « استحيت » و « استحييت ».
٥. اختلافهم في النبر بالياء والواو أي تبدلهما همزة ، يقولون يا « نبئ الله » مكان « يا نبي الله » ، وكانت هذيل تقلب الواو المكسورة همزة ، فتقول : « إعاء » بدل « وعاء ».
قال سيبويه : بلغنا انّ قوماً من الحجاز من أهل التحقيق يهمزون « نبئ » و « بريئة » مكان نبي وبريّة.
ولما حجّ المهدي قدم المدينة ، فقدم الكسائي ليصلّي بالناس فهمز ، فأنكر عليه أهل المدينة وقالوا : إنّه ينبر في مسجد رسول الله بالقرآن.
إلى غير ذلك من موارد اختلاف اللهجة التي سبّبت اختلافاً في القراءة.
وهذا الاختلاف بين
القبائل كان قد يعظم ويشتدّ ، كالخلاف بين القبائل