القاسم الشهير بالمعرّب الطهراني ( المتوفّـى ١٣١٣ هـ ) في رسالة قيّمة أسماها « كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب » فرغ منها في ( ١٧ج ٢ ـ ١٣٠٢ هـ ) تقرب من أربعة آلاف بيت في ٣٠٠ صفحة. وفيها من الاستدلالات المتينة والبراهين القاطعة ، ما ألجأ الشيخ النوري إلى التراجع عن رأيه بعض الشيء ، وتأثّر كثيراً بهذا الكتاب.
وأيضاً كتب في الردّ عليه معاصره العلّامة السيد محمد حسين الشهرستاني ( المتوفّـى ١٣١٥ هـ ) في رسالة أسماها « حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف ». وقد أحسن الكلام في الدلالة على صيانة القرآن عن التحريف و ردّ شبهات المخالف ببيان وافٍ شافٍ. والرسالة في واقعها ردّ على فصل الخطاب ، ولكن في أُسلوب ظريف بعيد عن التعسّف والتحمّس المقيت. (١)
وهكذا كتب في الردّ عليه كلّ من كتب في شؤون القرآن أو في التفسير ، كالحجّة البلاغي ( المتوفّـى ١٣٥٢ هـ ) في مقدّمة تفسيره ( آلاء الرحمن ) قال تشنيعاً عليه : وإنّ صاحب فصل الخطاب من المحدّثين المكثرين المجدّين في التتبّع للشواذّ وإنّه ليعدّ هذا المنقول من « دبستان المذاهب » ضالّته المنشودة ، مع اعترافه بأنّه لم يجد لهذا المنقول أثراً في كتب الشيعة. (٢)
______________________
١. راجع البرهان : ص ١٤٢.
٢ ـ آلاء الرحمن : ١ / ٢٥.