بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ) (٣)
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) أي نزلت وجاءت. و (الْواقِعَةُ) علم بالغلبة على القيامة ، أو منقول ، سميت بذلك لتحقق وقوعها ، وكأنه قيل : إذا وقعت التي لا بد من وقوعها ، واختيار (إذا) مع صيغة المضي ، للدلالة على ما ذكر (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) أي كذب أو تكذيب. وقد جاء المصدر على زنة (فاعلة) كالعاقبة ، والعافية. واللام للاختصاص. أو المعنى : ليس حين وقعتها نفس كاذبة ، أي تكذب على الله ، أو تكذب في نفيها. واللام للتوقيت.
قال الشهاب : و (الْواقِعَةُ) السقطة القوية ، وشاعت في وقوع الأمر العظيم ، وقد تخص بالحرب ، ولذا عبر بها هنا. (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) أي تخفض الأشقياء إلى الدركات ، وترفع السعداء إلى الدرجات. وقيل ، الجملة مقررة لعظمة الواقعة على طريق الكناية ، لأن من شأن الوقائع العظام أنها تخفض قوما وترفع آخرين.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) (٦)
(إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) أي زلزلت زلزالا شديدا (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) أي فتّتت ، أو سيقت وأذهبت ، كقوله (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ) [النبأ : ٢٠] ، (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) أي متفرقا. قال قتادة : الهباء ما تذروه الريح من حطام الشجر. وقال غيره : هو ما يرى من الكوة كهيئة الغبار.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١)