وأبا دجانة ذكرا فقرا ، فأعطاهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان : يامين بن عمير بن كعب ، وأبو سعد بن وهب ، أسلما على أموالهما فأحرزاها.
قال ابن إسحاق : وقد حدثني بعض آل يامين أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ليامين : ألم تر ما لقيت من ابن عمك ، وما هم به من شأني؟ فجعل يامين بن عمير لرجل جعلا على أن يقتل له عمرو بن جحاش ، فقتله فيما يزعمون. ونزل في بني النضير سورة الحشر بأسرها ، يذكر فيها ما أصابهم الله به من نقمته ، وما سلط عليهم به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وما عمل به. فيهم. انتهى.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٦)
(وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) أي أعاد عليه من أموال بني النضير (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) أي فما أجريتم على تحصيله خيلا ولا ركابا ، ولا تعبتم في القتال عليه ، وإنما مشيتم إليه على أرجلكم. و (الإيجاف) من الوجيف ، وهو سرعة السير. و (الركاب) : ما يركب من الإبل ، غلب فيه كما غلب الراكب على راكبه. (وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) أي من أهل الفساد والإفساد ليقوم الناس بالقسط. (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
قال الزمخشري : المعنى أن ما خوّل الله رسوله من أموال بني النضير ، شيء لم يحصلوه بالقتال والغلبة ، ولكن سلطه الله عليهم ، وعلى ما في أيديهم ، كما كان يسلط رسله على أعدائهم. فالأمر فيه مفوض إليه ، يضعه حيث يشاء. يعني أنه لا يقسم قسمة الغنائم التي قوتل عليها ، وأخذت عنوة وقهرا. وذلك أنهم طلبوا القسمة فنزلت :
القول في تأويل قوله تعالى :
(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٧)
(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) أي من أموال محاربيها ، وهو بيان للأول ، ولذا لم يعطف عليه ، (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ) أي الفيء الذي حقه أن يكون لمن ذكر (دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ