القول في تأويل قوله تعالى :
(هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) (٣٢)
(هذا) أي الثواب أو الإزلاف (ما تُوعَدُونَ) أيها المتقون (لِكُلِّ أَوَّابٍ) أي راجع عن معصية الله إلى طاعته ، تائب من ذنوبه (حَفِيظٍ) أي حافظ على فرائض الله وما ائتمنه عليه.
وقال القاشانيّ : أي محافظ على صفاء فطرته ونوره الأصلي ، كي لا يتكدر بظلمة النفس و (لكل) بدل من (للمتقين) بإعادة الجار.
القول في تأويل قوله تعالى :
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (٣٣)
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) أي خاف الله في سره. وقال القاشانيّ : أي من اتصف بالخشية ، وصارت الخشية مقامه. و (من) بدل بعد بدل ، أو خبر لمحذوف. أي هم من خشي. أو مبتدأ خبره ما بعده بتأويل (يقال لهم ادخلوها .. إلخ) (وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) أي جاء ربه بقلب تائب من ذنوبه ، راجع مما يكرهه تعالى إلى ما يرضيه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) (٣٥)
(ادْخُلُوها بِسَلامٍ) أي يقال لهم ادخلوا هذه الجنة بأمان من الهم والحزن والخوف. (ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها) أي مما تشتهيه نفوسهم ، وتلذه أعينهم (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) أي مما لا يخطر على بالهم ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) (٣٦)
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ) أي قبل هؤلاء المشركين من قريش (مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) أي قوة ، كعاد وفرعون وثمود (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) أي فضربوا فيها وساروا وطافوا أقاصيها. قال امرؤ القيس :