فقد قرب منك ما لا قبل لك به من المكروه. انتهى. والأظهر هو الأول.
لطيفة :
تفسير (أَوْلى لَكَ) ب (ويل لك) قال الشهاب : هو محصل معناه المراد منه ، فإنه مثله ، فيرد للدعاء عليه ، أو للتهديد والوعيد.
وعن الأصمعي أنها تكون للتحسر على أمر فات.
هذا هو المعنى المراد بها. وأما الكلام في لفظها فقيل : هو فعل ماض دعائي من (الولي) واللام مزيدة. أي أولاك الله ما تكرهه. أو غير مزيدة ، أي أدنى الهلاك لك. وقريب منه قول الأصمعي : إن معناه قاربه ما يهلكه أن ينزل به. واستحسنه ثعلب.
وقيل : إنه اسم وزنه (أفعل) من الويل ، فقلب. وقيل فعلى ، ولذا لم ينون. ومعناه ما ذكر ، وألفه للإلحاق لا للتأنيث. وعلى الاسمية هو مبتدأ ، و (لك) الخبر. وقيل : إنه اسم فعل مبنيّ ، ومعناه وليك شر بعد شر.
ونقل الزمخشري عن أبي عليّ أنه علم لمعنى الويل ، وهو غير منصرف للعلمية ووزن الفعل. وقيل عليه : إن الويل غير متصرف ، ومثل (يوم أيوم) غير منقاس ، ولا يفرد عن الموصوف. وادعاء القلب من غير دليل ، لا يسمع ، وعلم الجنس خارج عن القياس. فما ذكر بعيد من وجوه عدة. وقيل : الأحسن أنه أفعل تفضيل خبر لمبتدأ يقدر كما يليق بمقامه. فالتقدير هنا : النار أولى لك. يعني : أنت أحق بها ، وأهل لها. انتهى.
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) أي : هملا لا يؤمر ولا ينهى ولا يجازى ، مع أنه الإنسان الذي أودع العقل وعلّم البيان ، وغرز في طبعه أن يعيش مجتمعا ، وخص من المواهب ما فضل على غيره. فمن تمام الإحسان إليه إنقاذه من حيرته ، وإعلامه بسبيل هدايته ، وأن لا يترك خابطا في متائه جهالته ، وقد كان ذلك بفضل الله ونعمته ، كما أشار لذلك بقوله :
(أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) أي يصبّ في الرحم.
(ثُمَّ كانَ عَلَقَةً) أي دما (فَخَلَقَ) أي قدّر أعضاءه (فَسَوَّى) أي سوى تلك الأعضاء لأعمالها وعدّلها.