(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا) أي اخضعوا لهذا الحق الذي نزل ، وتواضعوا لقبوله ، واخشعوا لذكره (لا يَرْكَعُونَ) أي لا يخضعون ولا ينقادون ولا يقبلون ، تجبرا واستكبارا (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) أي الذين كذبوا رسل الله ، فردوا عليهم ما بلغوا من أمر الله إياهم ونهيه لهم. وتكرير آية (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) للتأكيد. وهو من المقاصد الشائعة. وقيل : لا تكرار ، لاختلاف متعلق كل منها. وتقدم تمام البحث في سورة (الرحمن) فارجع إليه في خاتمتها (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) أي بعد هذا القرآن ، إذا كذبوا به ، مع وضوح برهانه وصحة دلائله ، في أنه حق منزل من عنده تعالى. وفيه تنبيه على أنه لا حديث يساويه في الفضل أو يدانيه ، فضلا عن أن يفوقه ويعلوه ، فلا حديث أحق بالإيمان منه.