٢ ـ لقد أوضح أهل بيت العصمة : أن على المفسر أن يبحث عن معنى الكلمات والتراكيب في الاستعمالات المتداولة بين الناس من مختلف الفئات والقبائل ، ليعثر على القاسم المشترك الذي يمكن للجميع من خلاله أن يتلمسوا المعنى المراد ، لأن الاقتصار على لغة فريق معين ، أو قبيلة بعينها ، ربما لا يكون مجديا أن لم يكن سببا في الإبتعاد عن المعنى الحقيقي والمراد أحيانا.
والمثال الذي نورده هنا : هو أنه قد روي أن بعضهم كان في مجلس الإمام السجاد عليهالسلام ، فقال له : يا ابن رسول الله ، كيف يعاقب الله ويوبخ هؤلاء الأجلاف على قبائح أتى بها أسلافهم ، وهو يقول : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى *) (٢)؟!.
فقال عليهالسلام : (إن القرآن نزل بلغة العرب ، فهو يخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم ، يقول الرجل التميمي ـ قد أغار قومه على بلد ، وقتلوا من فيه : أغرتم على بلد كذا ، وفعلتم كذا ..
__________________
الاخبار والآثار للأبطحي ج ١ ص ٤٥١ عنه وعن نزهة الناظر ص ١١٠ وعن كتاب الأربعين في قضاء حقوق أمير المؤمنين وراجع : جامع الاخبار ص ٤٨ / ٤٩.
(٢) سورة الأنعام آية ١٦٤. الاسراء ، آية ١٥. فاطر آية ١٨. الزمر آية ٧.