ويقول العربي : نحن فعلنا ببني فلان ، ونحن سبينا آل فلان ، ونحن خربنا بلد كذا.
لا يريد أنهم باشروا ذلك. ولكن يريد هؤلاء بالعذل ، وأولئك بالامتحان (الافتخار) أن قومهم فعلوا كذا.
وقول الله عزوجل في هذه الآيات إنما هو توبيخ لأسلافهم ، وتوبيخ العذل على هؤلاء الموجودين ، لأن ذلك هو اللغة التي نزل بها القرآن ، ولأن هؤلاء الأخلاف أيضا راضون بما فعل أسلافهم ، مصوبون ذلك لهم ؛ فجاز أن يقال لهم : أنتم فعلتم ، إذ رضيتم قبيح فعلهم) (٣).
وعن الصادق عليهالسلام : نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة (٤).
٣ ـ قد أشاروا عليهمالسلام إلى ضرورة معرفة خصوصيات كل لفظ ، وسر اختياره لموقعه دون سواه ، فقد روي : أنه لما نزل قوله تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ
__________________
(٣) الاحتجاج ج ٢ ص ١٣٨ ط سنة ١٤١٣ ه. وتفسير الامام العسكري ص ٢٧٠ والبحار ج ٤٥ ص ٢٩٦.
(٤) الكافي ج ٢ ص ٦٣١ وتفسير العياشي ج ١ ص ١٠ ونور الثقلين ج ٣ ص ١٩٨ وتفسير البرهان ج ٤ ص ٨٤ وج ١ ص ٢٢ وتفسير القمي ج ١ ص ١٦ والبحار ج ٨٩ ص ٣٨٢ وج ٩ ص ٢٢٢ وج ١٧ ص ٨٣.