المطلوب ، وهو أن يحقق الإنسان إنسانيته ويستكمل مزاياها ليصل من خلال ذلك إلى الله سبحانه ، وينال درجات القرب منه.
فالكل يصلي ، لكن صلاتهم لا تنهاهم عن المنكر ، بل بعضهم ينتهي عنه ، وبعضهم لا ينتهي ، والذين ينتهون عن المنكر ، بعضهم أرسخ امتناعا وانتهاء من بعض.
وعدا عن ذلك فإن الصلاة هي معراج المؤمن ، وقربان كل تقي ، لكن الكثيرين ـ وإن كانت صلاتهم تنهاهم عن الفحشاء ـ لا يكون لهم عروج بها ، ولا تكون قربانا لهم ، إلا بمقدار ضئيل وضعيف.
إذ كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ. وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء (١٢٢).
وهذا الحد الأدنى من العمل قد يسقط التكليف ، ويمنع من العقاب. ولكن قد لا يثاب المرء عليه ، ولا يفيده شيئا في إيصاله إلى هدفه الأسمى.
وقد صرح أمير المؤمنين عليهالسلام ، بأن العبادة درجات ومراتب ، فقال : (إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار.
__________________
(١٢٢) نهج البلاغة ج ٣ ص ١٨٥ (بشرح عبده) الحكمة رقم ١٤٥ ، والبحار ج ٩٣ ص ٢٩٤ وراجع ص ٢٩٣.