وأن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد. وأن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار) (١٢٣)
وهو الذي يقول : (ما عبدتك خوفا من عقابك ، ولا طمعا في ثوابك ، ولكني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك) (١٢٤).
فالعمل الذي يسقط التكليف هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل ، ثم بقدر إخلاص الإنسان في عبادته ، وبقدر ما يبذله من جهد ، بقدر ما يكون القرب والرضى.
فإذا كان الإنسان في درجة ومرتبة ، فإنه يحتاج إلى الهداية وإلى المعونة لينتقل منها إلى درجة أعلى ، ثم إلى الاعلى منها ، وهكذا ..
ووسائل ذلك هو الصبر ، والإخلاص والجهد ، وجهاد النفس.
ولكل منزلة ودرجة خصوصياتها وآفاقها ، ومسؤولياتها التي تختلف في حجمها وتفاصليها عن سابقتها. ولها كذلك واجباتها التي تنسجم معها ، ومع ما استجد لهذا الإنسان ، وما انفتح عليه من معارف وآفاق ، وأحوال وغيرها .. فهي إذن تحتاج إلى هدايات إلهية جديدة ، ليعرف كيف يتعامل مع هذا الواقع الجديد ،
__________________
(١٢٣) نهج البلاغة (بشرح عبده) مطبعة الاستقامة بمصر ج ٣ ص ٢٠٥ الحكمة رقم ٢٣٧.
(١٢٤) مستدرك سفينة البحار ج ٧ ص ٥٥.