وأشد نهيا له عن المنكر ، وأمرا له بالمزيد من المعروف. ثم يصبح دعاؤه مستجابا. بل قد يصبح المستحب عنده واجبا ، والمكروه حراما ، والصغيرة من الذنوب يراها كبيرة. ثم يزداد تكاملا ورقيا حتى يصبح يرى بعين الله ، وينطق بما يريده الله ، ويصير يومه أفضل من أمسه. ويفهم بعمق مغزى قول علي عليهالسلام : من اعتدل يوماه فهو مغبون (١٢٥).
ويلحق من ثم بدرجات الأولياء والأصفياء.
وهذا هو السير الطبيعي الذي مر به الأنبياء والأوصياء ، فوصلوا إلى ما يريدون ، ونالوا ما يشتهون بعلمهم وبجهدهم وجهادهم. وإن علمهم بالحلال والحرام تفسير القرآن ، وإن كان واحدا ، ولكنهم يتفاوتون في علمهم بملكوت الله سبحانه ، وبأسرار الخليقة. ويزدادون في علمهم هذا ، كما جاء في بعض الروايات (١٢٦).
فالحاجة إلى هداية الله وتسديده ، ومعونته وتوفيقه ، وفتح آفاق المعرفة بالله ، والالتذاذ بقربه ، وإدراك ألطافه ، والتفاعل مع بركاته. هذه الحاجة مستمرة ومتجددة ، وتحتاج إلى هداية بعد
__________________
(١٢٥) البحار ج ٦٨ ص ١٨١. ومعاني الأخبار ص ١٩٨. وأمالي الصدوق ص ٣٥٢. وأمالي الشيخ الطوسي ص ٤٤٧ ط سنة ١٤٠١ ه. ق. وأعلام الدين ص ٣٠٣.
(١٢٦) تفسير البرهان ج ١ ص ١٧.