هداية. ولا بد من طلبها منه تعالى. ولا بد من الإلحاح والإصرار على هذا الطلب." اهدنا الصراط المستقيم".
وثانيا : إن المراد هو استمرار الهداية الإلهية ، لأنه إذا وكلنا إلى أنفسنا فإن أهواءنا وشهواتنا ، والمغريات والضغوطات تتسلط علينا فتزين لنا الانحراف والخطأ. حتى لنرى الحق باطلا ، والباطل حقا ، ونقع في المآثم والمظالم ، ونصبح في ظلمات بعضها فوق بعض.
(كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (١٢٧).
(فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (١٢٨).
وفي ناحية الهداية أيضا يكون الأمر كذلك. قال تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً ، وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (١٢٩).
وقال سبحانه : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (١٣٠).
فالحاجة إلى المعونة والهداية قائمة ودائمة. فطلبها لا بد أن يستمر ، ليشملك اللطف الإلهي الغامر. أما إذا انقطعت عن طلب الهداية ، وأحسست بعدم الحاجة إليها ، فقد قطعت صلتك
__________________
(١٢٧) سورة المطففين ، الآية ١٤.
(١٢٨) سورة الصف ، الآية ٥.
(١٢٩) سورة محمد ، الآية ١٧.
(١٣٠) سورة البقرة ، الآية ٢.