.................................................................................................
______________________________________________________
الاحراق ، إلا ان مقاربتها للجسم شرط في تحقق اثرها : وهو احراقها للجسم ، لا ان المقاربة هي المحرقة للجسم ، بل المحرق له هو النار.
والشرط تارة يكون امرا وجوديا ، كالطهارة في كونها شرطا في افعال الصلاة ، واخرى امرا عدميا كالحدث فان عدمه شرط في حصول الاثر من افعال الصلاة ، والى الاول اشار المصنف بقوله : «تارة بأن يكون داخلا فيما يأتلف منه إلى آخره» ، والى الثاني اشار بقوله : «وأخرى : بان يكون خارجا عنه ، لكنه كان مما لا تحصل الخصوصية المأخوذة فيه» أي المترقبة منه «بدونه ... الى آخره».
الثالث : ان لا يكون داخلا في حقيقته وقوامه ، ولا شرطا في تأثيره ، بل يكون خارجا عما هو جزؤه وشرطه ، ولكنه كان مما تتشخص به الطبيعة ، بناء على المشهور من كون تشخص الطبيعة بملازماتها لا بوجودها ، فتكون من اجزاء الفرد لا الطبيعة ويصدق على المتشخص بذلك : عنوان ما تعلق به الامر ، لوضوح صدق الطبيعة على فردها ، وهذه المشخصات الخارجة عن قوام الطبيعة وشرطها ربما يحصل بسببها مزية زائدة موجبة لتحقق الفرد الاكمل من افراد الطبيعة ، كالكون في المسجد ، فان الكون في المسجد ليس من اجزاء الطبيعة المأمور بها ، ولا من شروطها ، إلّا انه موجب لتحقق الفرد الاكمل من افراد الصلاة ، وربما يحصل بسببه نقص في الطبيعة ، كالكون في الحمام.
وهذا الذي يدخل في الفرد وتشخصه تارة يدخل في الفرد بنحو الشطرية ، واخرى بنحو الشرطية ، ويمكن ان يمثل للاول : أي لما يدخل في الفرد بنحو الشطرية بحضور القلب فانه له التأثير في الفرد الكامل من الصلاة ، وللثاني : وهو ما كان له دخالة في الكمال بنحو الشرطية كالكون في المسجد ، وربما لا يكون للداخل في الفرد خصوصية اصلا لا في كمال الصلاة ، ولا في نقصانها ، كالكون في الدار ، فان الصلاة في الدار لا توجب نقصانا في طبيعة الصلاة ولا كمالا فيها.