عن ثبوت الموضوع وما هو مفاد (كان) التامة ليس بحثا عن عوارضه ، فانها مفاد (كان) الناقصة (١).
______________________________________________________
السنة الواقعية هل تثبت به ام لا؟ واذا آل الامر الى البحث عن ثبوت السنة بالخبر كان بحثا عن عوارضها. هذا الجواب غير مفيد في دفع الاشكال المتقدم.
(١) بيان لعدم تمامية الجواب المزبور.
وحاصله : انه بعد ما عرفت ان العلم ما يبحث فيه عن عوارض الموضوع الذاتية ، فلا بد وان يكون ثبوت الموضوع مفروغا عنه ، واذا بحث عن ثبوت نفس الموضوع لم يكن ذلك البحث من مسائل العلم ، لان العلم بعد ان كان هو البحث عن العوارض ، يكون معناه هو البحث عن ثبوت العارض للموضوع ، فهو بحث عن ثبوت شيء لشيء ، وهو مفاد كان الناقصة ، واذا كان البحث عن ثبوت نفس الموضوع كان بحثا عن ثبوت نفس الشيء ، وهو مفاد كان التامة. ولاجل ذلك كانت كان الناقصة تحتاج الى مبتدأ وخبر ، وكان التامة تكتفي بالفاعل ، لان كان الناقصة تفيد ثبوت شيء لشيء ، كقولك : كان زيد عالما ، وثبوت شيء لشيء ، كالعلم لزيد ـ مثلا ـ فرع ثبوت نفس الشيء : أي زيد ، واذا كان العلم ما يبحث فيه عن العوارض الذاتية يكون البحث عن ثبوت الموضوع ليس من مسائله.
فاتضح بما ذكرنا : أن البحث عن ان السنة هل تثبت بالخبر ام لا؟ بحث عن ثبوت الموضوع ، فلا يكون من مسائل علم الاصول الذي فرض ان موضوعه نفس السنة. لا يقال : ان البحث ان كان عن ثبوت الموضوع فقط لم يكن من مسائل العلم ومفاد كان التامة (١) ، لكن البحث عن ان الموضوع هل يثبت بهذا الشيء ام لا يثبت بحث عن ثبوت شيء لشيء ومفاد كان الناقصة ومن مسائل العلم ، والبحث هنا بحث
__________________
(١) الظاهر انها كان الناقصة ، وإلّا فحق العبارة ـ بحسب نظري القاصر ـ ان يكون (لا يقال ان البحث ان كان عن ثبوت الموضوع فقط ومفاد كان التامة لم يكن من مسائل العلم).