البحث فيهما في الحقيقة الى البحث عن ثبوت السنة بالخبر الواحد في مسألة حجية الخبر ـ كما افيد ـ وبأي الخبرين في باب التعارض ، فانه أيضا بحث في الحقيقة عن حجية الخبر في هذا الحال ، غير مفيد (١) ، فان البحث
______________________________________________________
البحث فيها ليس بحثا عن عوارض السنة ، فان حجية السنة ثابتة في غير علم الاصول ، ولا يبحث عن حجيتها في علم الاصول ، وكيف يبحث عن حجيتها في علم الاصول وقد جعلت بما هي حجة موضوعا لعلم الاصول ، فان البحث عن الحجية في هاتين المسألتين ليس بحثا عن عوارض السنة ، لان البحث عن دليلية الدليل بحث عن ذات الدليل لا عن عوارض الدليل.
ويرد على جعل الادلة الاربعة موضوعا ، مضافا الى ما ذكره الماتن (قدسسره) : انهما اذا كان كل واحد منهما بنفسه موضوعا لجملة من المسائل المرتبطة به دون جامع يجمعها ، لزم ان يكون علم الاصول علوما أربعة ، واذا لم يكن كل واحد منها موضوعا بنفسه ، بل يكون موضوعا لانه مصداق لجامع يجمع هذه الاربعة ، فحينئذ يكون الجامع لهذه الادلة الاربعة هذا الموضوع ، لا خصوص الادلة الاربعة. ولعل تعبيرهم : بان الموضوع هو الادلة الاربعة سببه هو انحصار الجامع فيها وهو الحجة اعم من كونها عقلية بحتة أو نقلية.
(١) رجوع البحث مبتدأ ، وخبره غير مفيد.
وحاصله : التعرض لجواب الشيخ الاعظم (قدسسره) عن الاشكال المتقدم : من كون البحث في المسألتين ليس بحثا عن عوارض السنة.
وملخص جواب الشيخ : ان معنى كون الخبر حجة ، أو أي الخبرين حجة يرجع الى ان السنة الواقعية التي هي قول المعصوم ، أو فعله ، او تقريره المعلومة الحجية هل تثبت بخبر الواحد في مسألة حجية الخبر الواحد ام لا؟ وهل تثبت باي الخبرين في باب التعادل ام لا تثبت؟ فمعنى البحث عن حجية الخبر يرجع الى البحث عن ان