.................................................................................................
______________________________________________________
مقام البيان ـ دلالته التزاما على كون هذا الحدث واقعا في الزمان السابق على زمان التكلم ، لأن لازم الخصوصية التي دل عليها الفعل ـ وهي التحقق بالنسبة الى حال التكلم حيث تكون منسوبة الى ما يقع في الزمان ـ وقوع المبدأ في الزمان الماضي بالنسبة الى حال التكلم. وهذه دلالة التزامية ، لأن مدلول الفعل الماضي هو خصوصية التحقق لا غير.
وهذه الخصوصية تدل على وقوع الحدث في الزمان الماضي بشرطين :
الاول : ان يكون التحقق يلحظ منتسبا الى زمان التكلم ، وإلا فلو كان ملحوظا بالنسبة الى غير زمان التكلم لا تتحقق هذه الدلالة الالتزامية ، كما لو كان التحقق منسوبا الى مجيء زيد ، كما لو قال : بان زيدا يجيئني بعد يومين ، وكان قد اكرم عمرا قبل مجيئه بيوم ، فان نسبة التحقق في هذا الكلام ملحوظة بالنسبة الى مجيئه ، لا الى زمان التكلم.
نعم ، حيث لا يذكر في كلام المتكلم طرف لنسبة التحقق ، كمجيء زيد ـ مثلا ـ في المثال المذكور ، ويكون المتكلم في مقام البيان يكون للكلام ظهور : بان طرف نسبة التحقق هو زمان التكلم.
الشرط الثاني : ان يكون المسند اليه تحقق المبدأ من الزمانيات ولا يكون الزمان نفسه ، ولا المجرد عن افق الزمان ، فحينئذ تتحقق هذه الدلالة الالتزامية وهي : وقوع الحدث في الزمان الماضي وقد اشار المصنف الى هذين الشرطين بقوله : «نعم يمكن منع دلالة غيرهما من الافعال» : أي غير فعل الامر والنهي : وهو الفعل الماضي والمضارع «على الزمان الّا بالاطلاق والاسناد الى الزمانيات» يشير بالاطلاق الى الشرط الاول ، وبالاسناد الى الزمانيات الى الشرط الثاني ، فان المسند اليه اذا كان غير زماني كالزمان والمجرد لا تدل نسبة التحقق في الفعل الماضي على وقوع المبدأ في الزمان الماضي وقد اشار المصنف الى دلالة الفعل الماضي والمضارع على خصوصية التحقق في الماضي والتجدد أو الترقب في المضارع بقوله : «نعم لا يبعد الى آخر