من الخلط والاشتباه ، وتوهم كون الموضوع له أو المستعمل فيه في الحروف خاصا ، بخلاف ما عداه فإنه عام.
وليت شعري إن كان قصد الالية فيها موجبا لكون المعنى جزئيا ، فلم لا يكون قصد الاستقلالية فيه موجبا له وهل يكون ذلك إلا لكون هذا القصد ، ليس مما يعتبر في الموضوع له ، ولا المستعمل فيه بل في الاستعمال ، فلم لا يكون فيها كذلك؟ كيف ، وإلا لزم أن يكون معاني المتعلقات غير منطبقة على الجزئيات الخارجية ، لكونها على هذا كليات عقلية ، والكلي العقلي لا موطن له الّا الذهن ، فالسير والبصرة والكوفة ، في (سرت من البصرة إلى الكوفة) لا تكاد تصدق على السير والبصرة والكوفة ، لتقيدها بما اعتبر فيه القصد فتصير عقلية ، فيستحيل انطباقها على الامور الخارجية (١).
______________________________________________________
موجود متشخص فهو جزئي لا كلي ، وان كان ذات معناه من دون لحاظ تقيده بالذهن كليا.
ولكن المصنف اصطلح على تسمية كل مقيد بامر ذهني بالكلي العقلي على خلاف اصطلاح القوم ، وقد اعترف هو قدسسره : بان المتقيد باللحاظ الذهني هو جزئي.
إلّا انه ادعى : ان المتقيد باللحاظ باعتبار كون اللحاظ من الامور الذهنية يسمى بالكلي العقلي ، وباعتبار ان هذا اللحاظ موجب لوجود المعنى وتشخصه به فهو جزئي ذهني فان الذهنية احد نحوي الموجودات الممكنة ، وكلما وجد فهو جزئي متشخص ، لأن الشيء ما لم يتشخص لم يوجد.
(١) حاصل ما يقول قدسسره : ان السبب في خلط القوم واشتباههم في ان الموضوع له في الحروف خاص والوضع فيها عام : هو حسبانهم ان حقيقة المعنى الحرفي غير المعنى الاسمي ، وان الموضوع له الحرف هو المصداق الجزئي للابتداء ـ مثلا ـ بخلاف