نعم ربما يتفق ذلك بالنسبة إلى معنى مجازي ، لكثرة الحاجة إلى التعبير عنه. لكن أين هذا مما إذا كان دائما كذلك (١)؟
______________________________________________________
(١) حاصله : ان المعنى المجازي تارة يكون بحسب طبيعته اكثر وجودا من المعنى الحقيقي ، واخرى لا يكون كذلك ، بل اتفق انه عرضت حاجة غير متصورة للواضع حين الوضع اوجبت تلك كثرة الاستعمال ، فان مثل هذه الكثرة لا تنافي حكمة الوضع ، لان المعنى المجازي بحسب طبيعة وجوده هو اقل من المعنى الحقيقي ، لكنه من باب الصدفة ان الحاجة اليه هي التي اوجبت كثرة الاستعمال فيه ، فمثل هذا لا ينافي حكمة الوضع.
اما اذا كان المعنى المجازي بحسب طبيعة وجوده اكثر من وجود المعنى الحقيقي فالوضع لما هو قليل ينافي الحكمة ، كما في مقامنا فان ازمنة الانقضاء اكثر وجودا من زمان حال التلبس فطبيعي وجود هذا المعنى المجازي دائما اكثر من المعنى الحقيقي ، فوضع اللفظ لخصوص المتلبس الذي هو قليل بالنسبة الى موارد الانقضاء ينافي حكمة الوضع وهذا مراده من قوله : «نعم ربما يتفق ذلك بالنسبة الى معنى مجازي لكثرة الحاجة اليه» لا لان طبيعي وجوده اكثر.
لكن اين هذا مما اذا كان دائما كذلك؟ فان مقامنا دائما يكون وجود طبيعي المعنى المجازي فيه اكثر من وجود المعنى الحقيقي ، لما عرفت : من ان ازمنة الانقضاء اكثر.