وبين المادة والصورة ، فراجع (١).
______________________________________________________
(١) أي ان الفرق الذي ذكره المصنف بين المشتق ومبدئه من الإباء عن الحمل ، وعدم الإباء هو ايضا الفرق الذي ذكره اهل المعقول بين الجنس والمادة ، والفصل والصورة.
وتوضيح ما ذكره : وهو انه لا اشكال عندهم : أي عند متاخري اهل المعقول هو ان الاتحاد بين المادة والصورة والجنس والفصل حقيقي وان فيض الوجود يسري من الفصل الى الجنس ، ومن الصورة الى المادة وانهما موجودان بوجود واحد فهما متحدان في الوجود ، ولهما وجود واحد خارجا ، فالحيوان والناطق المركب منهما ماهية الانسان عند التحليل والتجزئة العقلية هما عين البدن والنفس الناطقة اللذين هما المادة والصورة ، إلّا انه يصح حمل الحيوان على الناطق وحمل الناطق على الحيوان ، ولا يصح حمل النفس على البدن ولا حمل البدن على النفس. نعم ، يصح حملهما مجتمعين على الانسان فيقال : الانسان نفس وبدن ، ولكن لا يصح ان يقال : البدن نفس ولا النفس بدن ، بخلاف الحيوان والناطق فانه يصح ان يقال : الحيوان ناطق ، والناطق حيوان.
وحاصل ما ذكره من الفرق بينهما : هو انه لا اشكال ان الانسان موجود بوجود واحد وان كلا من جزئيه له حظ ونصيب من هذا الوجود ، فاذا لحظ هذا الوجود بما له من الحد والمرتبة التي تخص الجزء كان مادة وصورة وهو معنى لحاظه بشرط لا ، فان لحاظه بما له من الحد الخاص والمرتبة المعينة لكل واحد من جزئيه لازمه ومقتضاه هو كون كل من الجزءين ملحوظين بنحو المغايرة والمباينة ، فان كل جزء بما له من المرتبة الخاصة به غير الجزء الآخر بما له من المرتبة الخاصة به ، ومع هذه المغايرة والمباينة يكون كل منهما ملحوظا غير الآخر ، بل في قبال الآخر وهو معنى لحاظ الجزءين بشرط لا ، وفي هذا اللحاظ يعبّر عن الجزءين بالمادة والصورة ، واذا لحظ الجزءان بما انهما موجودان بوجود واحد وان لهما تحققا واحدا في الخارج ، وان