.................................................................................................
______________________________________________________
فالمغايرة انما هي في ان المفهوم في احدهما باعتبار انه مسمى بهذا اللفظ غير المفهوم نفسه بما انه مسمى بلفظ آخر. هذا وجه الاتحاد والمغايرة في الحمل الذاتي.
واما الحمل الشائع الصناعي فالاتحاد فيه في الوجود والمغايرة فيه في المفهوم كقولك : الانسان ناطق او الحيوان انسان او ناطق فانه لا اتحاد فيهما من حيث الماهية ، اذ لا يعقل اتحاد الكل والجزء ماهية ، وكذلك لا يعقل اتحاد الاجزاء من حيث الماهية ، والّا لزم الخلف من فرض انهما كل وجزء أو انهما جزءان لكل واحد منهما حقيقة غير حقيقة الآخر ، فهما حقيقة وماهية ومفهوما متغايران ، وانما صح الحمل لاتحادهما في الوجود ولا يحتاج الحمل الى غير ما ذكرنا.
وظهر مما ذكرنا : ان المتغايرين في الوجود لا يصح حمل احدهما لا بالحمل الذاتي لوضوح عدم اتحادهما في الماهية والّا فكيف يتغاير المتحدان في الماهية في مقام الوجود ، ولا بالحمل الشائع للزوم الاتحاد في الوجود فيه ، والمفروض انهما متغايران في الوجود فلا يمكن الحمل في المتغايرين في الوجود بكلا قسميه.
إلّا ان صاحب الفصول زعم : امكان ان يتاتى الحمل في المتغايرين في الوجود بكيفية حاصلها ان يلحظ اولا : المتغايران بنحو اللابشرطية حتى لا يأبيا عن لحاظ وحدة لهما ، ثم ثانيا : يلحظ لهذين الملحوظين لا بشرط مجموع واحد : أي بان يلاحظا من حيث المجموع واحد ، فيكون لهما وحدة من حيث المجموع في افق اللحاظ والاعتبار ليتحقق هناك وحدة يصح بواسطتها الحمل ، وثالثا : ان يلاحظ الحمل فيهما بالاضافة الى هذا المجموع من حيث الهيئة الاجتماعية ليصح الحمل في هذين المتغايرين في الوجود المتحدين في افق الاعتبار. ثم ذكر في آخر كلامه : ان الناطق والحيوان من المتغايرين في الوجود فانما يصح حملهما بالكيفية التي ذكرها لصحة حمل المتغايرين في الوجود.
وقد اورد عليه المصنف قدسسره بايرادين ، ثم قال في آخر كلامه : ان هناك مواقع للنظر في كلام صاحب الفصول غير هذين الايرادين.