أرجاء البلاد. ولنذكر منهم من كانت له يد في التفسير وكانت آراؤه موضع اعتبار لدى كبار المفسّرين. وهم أعلام التابعين ومن حذا حذوهم من أتباع التابعين. وأشهرهم بالذكرهم (١) :
١ ـ سعيد بن جبير أبو عبد الله أو أبو محمّد الأسدي بالولاء. من أصل حبشي أسود اللون أبيض الخصال. كان من كبار التابعين ومتقدّميهم في الفقه والحديث والتفسير. أخذ العلم عن عبد الله بن عبّاس وسمع منه وأكثر روايته عنه. كان قد تفرّغ للعلم والقرآن حتّى صار علما وإماما للناس. قتله الطاغية الحجّاج بن يوسف الثقفي صبرا سنة ٩٥.
٢ ـ سعيد بن المسيّب بن حزن أبو محمّد المخزومي. صاحب عبادة وجماعة وعفّة وقناعة.
كان سيّد التابعين من الطراز الأوّل ، جمع بين الحديث والفقه والزهد والعبادة ، وهو أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. توفّي سنة ٩٥.
٣ ـ مجاهد بن جبر أبو الحجّاج المخزومي. كان أوثق أصحاب ابن عبّاس ، وقد اعتمده الأئمّة وأصحاب الحديث والتفسير. قال : «عرضت القرآن على ابن عبّاس ثلاث مرّات ، أقف عند كلّ آية أسأله فيم نزلت وكيف نزلت» (٢). توفّي سنة ١٠٤.
٤ ـ عكرمة مولى ابن عبّاس ، أصله من البربر من أهل المغرب ، وقد اجتهد ابن عبّاس في تعليمه القرآن والسنن فكان آية في التفسير والعلم بمباني الأحكام وأصبح فقيها وأعلم الناس بمعاني القرآن. توفّي سنة ١٠٥.
٥ ـ عطاء بن أبي رباح من أصل نوبي من بلاد الحبشة. كان من أجلّة فقهاء مكّة وزهّادها ومن خواصّ أصحاب ابن عبّاس والمتربّين في مدرسته. توفّي سنة ١١٥.
٦ ـ علقمة بن قيس أبو شبل أو أبو شبيل النخعي الكوفي. أخذ عن عليّ عليهالسلام وابن مسعود وحذيفة وأبي الدرداء وسلمان وغيرهم من النبلاء. وكان أعلم الناس بعبد الله بن مسعود وأحد السّتّة من أصحابه الذين كانوا يقرئون الناس ويعلّمونهم السنّة ويصدر الناس عن رأيهم (٣). توفّي سنة ٦٢.
٧ ـ الأسود بن يزيد أبو عبد الرحمان النخعي الكوفي من كبار التابعين المخضرمين من
__________________
(١) تجد تفاصيل تراجمهم في كتابنا التمهيد ٩ : ٢٦٩ وما بعد.
(٢) راجع : ترجمته في الطبقات ٥ : ٤٦٦ ـ ٤٦٧ ؛ تهذيب التهذيب ١٠ : ٤٣ ـ ٤٤ ؛ ميزان الاعتدال ٣ : ٤٣٩ ؛ الجرح والتعديل ٨ : ٣١٩.
(٣) وهم : علقمة بن قيس. والأسود بن يزيد. ومسروق بن الأجدع. وعبيدة بن قيس. وعمرو بن شرحبيل. والحارث بن قيس الجعفي. (تاريخ بغداد ١٢ : ٢٩٦ و ١٣ : ٢٣٤).