غير المؤمنين (١).
وكلامه هذا غامض جدّا ، ولا غرو بعد أن أخذ قائله في طيف الخيال!
قال الدكتور عبد الرحمان بدوي : إنّه من الغباء نسبة كلمة «فرقان» إلى الكلمة العبريّة «بيركي» (ekirP) ,التي تعني : فصول. كما أنّ الآراء التي تردّ كلمة «فرقان» إلى الكلمة السّريانيّة «بوركانا» (anakruP) بمعنى : الإنقاذ ، تعدّ هي الأخرى ضربا من الغباء (٢).
وعليه فإذ قد كانت الكلمة ذات اشتقاق أصيل في اللغة وفي الاستعمال العربي الشائع ، فلا مجال لاحتمال التعريب وأنّها من الدخيل.
كما وأنّه ليست لفظة «القرآن» ـ ومثلها «الفرقان» ـ لوحدها بالتي ادّعي أنّها دخيلة على العربيّة من أصل سرياني أو عبريّ بل هناك كلمات كثيرة هي من لبّ العربيّة وأساسها ، زعموها غير عربيّة ، ككلمتي «الإيمان والصلاة» حيث زعمت دائرة المعارف الإنجليزيّة ، أنّ الأولى عبريّة أو آراميّة ، وأنّ الثانية آراميّة. وكذلك كلمة «قلم» ، حيث ادّعي أنّها من أصل يونانيّ. وكلمة «صراط» و «سورة» : أنّها مشتقّة من العبريّة الحديثة (٣).
بل ذهبوا إلى ما هو أعجب ، فادّعوا أنّ «سدرة المنتهى» ليست عربيّة كذلك. فقد زعم الأب «أنستاس الكرملي» أنّ كلمة «سدرة المنتهى» الواردة في القرآن ، هي من أصل لاتينيّ. وقد تبعه حسن سالم في هذا الزعم ، كما جاء في مجلّة المصوّر القاهريّة في ١٧ كانون الأوّل ١٩٦٧ م ، العدد ٢٧٢٣ (٤).
قال الدكتور فضل : وهذه لعمر الحقّ هزيمة أشدّ من هزيمة حزيران في السنة نفسها ، أمام هجمات صهيون.
قال : ونحن إذ نردّ هذا الزعم ، لا نردّه جزافا ولا عصبيّة ، فنحن في بحثنا هذا ملتزمون بالمنهج العلمي القائم على أسس منهجيّة.
__________________
(١) المصدر : ٦٠.
(٢) المصدر : ٦١.
(٣) راجع : المستشرقون والدراسات القرآنيّة ـ محمّد حسين علي : ٣٤ (قضايا قرآنيّة : ٢٦).
(٤) راجع : دفاع عن الفصحى ـ أحمد عبد الغفور عطّار : ٣٥. (قضايا قرآنيّة : ٢٦).