الشيطان ، عند كلّ سورة نفتحها؟ فقال : نعم ، فتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم» (١).
[١ / ١٤٥] وروى الصدوق عن أبي أحمد هانئ بن محمّد بن محمود عن أبيه بإسناد رفعه إلى الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام أنّه كان بمحضر الرشيد وعند ما أراد الاستشهاد بآي من القرآن ، استعاذ وسمّى ثمّ تلا الآية ... قال : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ ...) ـ إلى قوله : ـ (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى ...) احتجاجا على صدق الذرّية على ولد البنت» (٢).
قوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ...) أي إذا أردت قراءته. نظير قوله : (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً)(٣) ، أي إذا أردتم مناجاته. وقوله : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ (٤) ...) ، أي إذا أردتم النهوض للصلاة (٥).
***
والأمر بالاستعاذة عند تلاوة القرآن ، ظاهر في الوجوب ، ولا أقلّ من التأكّد على الاستحباب.
قال الشيخ أبو جعفر الطوسي : الاستعاذة عند التلاوة مستحبّة غير واجبة ، بلا خلاف (٦).
[١ / ١٤٦] وفي الحديث عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام : «أوّل كلّ كتاب نزل من السماء (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.) فإذا قرأت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فلا تبالي أن لا تستعيذ ، فإذا قرأت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) سترتك فيما بين السماء والأرض» (٧).
قال الشهيد الأوّل محمّد بن جمال الدّين مكّي : وللشيخ أبي علي بن الشيخ الأعظم أبي جعفر الطوسي قول بوجوب التعوّذ ، للأمر به ، وهو غريب. لأنّ الأمر هنا للندب بالاتّفاق. وقد نقل فيه والده في الخلاف الإجماع منّا (٨).
[١ / ١٤٧] وروى أبو جعفر الصدوق في الفقيه : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتمّ الناس صلاة وأوجزهم ،
__________________
(١) العيّاشي ٢ : ٢٩٢ / ٦٨.
(٢) العيون ١ : ١٨ / ٩ ، باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليهماالسلام. والآية من سورة الأنعام ٦ : ٨٤ ـ ٨٦.
(٣) المجادلة ٥٨ : ١٢.
(٤) المائدة ٥ : ٦.
(٥) قال الطبرسي : معناه : إذا أردتم القيام إلى الصلاة. مجمع البيان ٣ : ٢٨٢.
(٦) التبيان ١ : ٤٢٥.
(٧) الكافي ٣ : ٣١٣ / ٣ ؛ الوافي ٨ : ٦٤٨ / ٦٧٨٨ ـ ٣.
(٨) ذكرى الشيعة ٣ : ١٣١. وراجع : الخلاف ١ : ٤٢٤.