[١ / ٢٠٣] قال الصادق عليهالسلام : «ولربّما ترك في افتتاح أمر بعض أوليائنا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فيمتحنه الله بمكروه ، لينبّهه على شكر الله تعالى والثناء عليه ، ويمحو فيه عنه (١) وصمة تقصيره عند تركه قول : بسم الله».
[١ / ٢٠٤] دخل عبد الله بن يحيى (٢) على أمير المؤمنين عليهالسلام وبين يديه كرسيّ ، فأمره بالجلوس عليه ، فجلس فمال به حتّى سقط فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم ...
ثمّ قال أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ : «يا عبد الله ، الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم ، لتسلم لهم طاعاتهم ...
فقال عبد الله : لو عرّفتني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس حتّى لا أعود إلى مثله؟ قال عليهالسلام : تركك ـ حين جلست ـ قول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ...)
قال عليهالسلام : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حدّثني عن الله عزوجل : كلّ أمر ذي بال لم يذكر فيه «بسم الله» فهو أبتر» ... (٣).
[١ / ٢٠٥] وأخرج الحافظ عبد القادر الرهاوي في الأربعين بسند حسن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أقطع» (٤).
[١ / ٢٠٦] وأخرج ابن مردويه والثعلبي عن جابر بن عبد الله قال : لمّا نزلت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) هرب الغيم إلى المشرق ، وسكنت الريح ، وهاج البحر ، وأصغت البهائم بآذانها ، ورجمت الشياطين من السماء ، وحلف الله بعزّته وجلاله أن لا يسمّى على شيء إلّا بارك فيه (٥).
[١ / ٢٠٧] قال القرطبي : روي عن عليّ بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ أنّه قال في قوله : (بِسْمِ اللهِ :) «إنّه شفاء من كلّ داء وعون على كلّ دواء. وأمّا (الرَّحْمنِ) فهو عون لكلّ من آمن به وهو اسم لم يسمّ به غيره. وأمّا (الرَّحِيمِ) فهو لمن تاب وآمن وعمل صالحا» (٦).
__________________
(١) وفي التوحيد : «ويمحق عنه» بدل «ويمحو فيه عنه» : راجع : التوحيد : ٢٣٠ ـ ٢٣١ / ٥.
(٢) هو أبو الرضا الحضرمي من خواصّ أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام. عدّه المفيد من السابقين والمقرّبين من أصحابه. وهو الذي قال له الإمام يوم الجمل : أبشر يا ابن يحيى ، فأنت وأبوك من شرطة الخميس ، سمّاكم الله به في السماء. لقد أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم باسمك واسم أبيك. وعدّه البرقي من الأولياء. راجع : معجم رجال الحديث ١٠ : ٣٧٨ / ٧٢٢٢.
(٣) تفسير الإمام : ٢٢ ـ ٢٥ / ٧ ؛ البحار ٨٩ : ٢٤٠ ـ ٢٤٢ مع تصرّف واختزال.
(٤) الدرّ ١ : ٢٦.
(٥) الثعلبي ١ : ٩١ ؛ الدرّ ١ : ٢٦ ؛ ابن كثير ١ : ١٩.
(٦) القرطبي ١ : ١٠٧ ؛ إرشاد القلوب ٢ : ٢٤٣ ؛ البحار ٨٩ : ٢٥٩ / ٥٣.