الاستعانة. وهو : طلب المعونة من الله ، والسين للطلب. والمعونة من الله هي ألطافه تعالى وتمهيد أسباب الخير ممّا يقرّب العبد إلى الطاعة ويجنّبه عن ارتكاب العصيان ...
قال : ولو حملت على استبقاء القدرة على الطاعة والكمال والعقل وموجبات الاستكانة لله عزوجل جاز ... (١).
[١ / ٥٢٧] وروى الصدوق بإسناده إلى محمّد بن القاسم الأستر آبادي المفسّر قال : حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد وعلي بن محمّد بن سيار عن أبويهما ، عن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام في قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : «أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ما مضى من أيّامنا ، حتّى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا ، والصراط المستقيم هو صراطان : صراط في الدنيا وصراط في الآخرة ، فأمّا الطريق المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغلوّ وارتفع عن التقصير ، واستقام فلم يعدل إلى شيء من الباطل ، وأمّا الطريق الآخر طريق المؤمنين إلى الجنّة الذي هو مستقيم لا يعدلون عن الجنّة إلى النار. ولا إلى غير النار سوى الجنّة» (٢).
[١ / ٥٢٨] قال : وقال جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام في قوله عزوجل : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : «يقول : أرشدنا إلى الصراط المستقيم ، أرشدنا للزوم الطريق المؤدّي إلى محبّتك ، والمبلّغ إلى دينك (٣) ، والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب ، أو نأخذ بآرائنا فنهلك» (٤).
[١ / ٥٢٩] وأخرج الطبري عن محمود بن خداش ، قال : حدّثنا محمّد بن ربيعة الكلابي ، عن إسماعيل الأزرق ، عن أبي عمر البزّار ، عن ابن الحنفيّة في قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : هو دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره (٥).
[١ / ٥٣٠] وأخرج عن ابن عباس في قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : ألهمنا الطريق الهادي ، وهو دين الله الذي لا عوج له (٦).
__________________
(١) راجع : تفسيره ـ روض الجنان ـ ١ : ٨٤.
(٢) معاني الأخبار : ٣٣ / ٤ ، باب ٢١ (معنى الصراط) ؛ تفسير الإمام : ٤٤ / ٢٠ ؛ البحار ٢٤ : ٩ / ١.
(٣) في تفسير الإمام : «والمبلّغ إلى جنّتك ...».
(٤) معاني الأخبار : ٣٣ / ٤ ؛ تفسير الإمام : ٤٤.
(٥) الطبري ١ : ١١٢ ؛ القرطبي ١ : ١٤٧ ؛ ابن كثير ١ : ٢٩ ؛ المحرر الوجيز ١ : ٧٤.
(٦) الدرّ ١ : ٣٨ ؛ الطبري ١ : ١١١.