ذكر الآية التاسعة عشر:
قوله تعالى : (وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) [النساء : ٨٠].
روى أبو صالح عن بن عباس رضي الله عنهما قال معناه : فما أرسلناك عليهم رقيبا تؤخذ بهم. وقال السدي وابن قتيبة حفيظا أي : محاسبا لهم.
وقد ذهب قوم منهم عبد الرحمن بن زيد ، إلى أن هذه الآية نزلت في بداية الأمر ثم نسخت بآية السيف. وفيه بعد ؛ لأنه إذا كان تفسيرها ما ذكرنا فأي وجه للنسخ.
كر الآية العشرين :
قوله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) [النساء : ٨١].
قال المفسرون : معنى الكلام : أعرض عن عقوبتهم ، ثم نسخ هذا الإعراض عنهم بآية السيف.
ذكر الآية الحادية والعشرين :
قوله تعالى : (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) [النساء : ٨٤].
قال المفسرون : معناه لا تكلف إلا المجاهدة بنفسك ، ولا تلزم فعل غيرك ، وهذا محكم.
وقد زعم بعض منتحلي التفسير أنه منسوخ بآية السيف فكأنه استشعر أن معنى الكلام لا تكلف أن تقاتل أحدا ، وليس كذلك ؛ إنما المعنى لا تكلف في الجهاد إلا فعل نفسك.
ذكر الآية الثانية والعشرين :
قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ) [النساء : ٩٠].
قوله تعالى : (يَصِلُونَ) يدخلون في عهد بينكم وبينهم ميثاق ، والمعنى : ينتسبون بالعهد أو يصلون إلى قوم جاءوكم ، حصرت صدورهم أي : ضاقت عن قتالكم لموضع العهد الذي بينكم وبينهم ، فأمر المسلمون في هذه الآية بترك قتال من له معهم عهد أو ميثاق ، أو ما يتعلق بعهد ، ثم نسخ ذلك بآية السيف ، وبما أمروا به من نبذ العهد إلى أربابه في سورة براءة ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس وقتادة.
[١٢٢] (١) ـ أخبرنا ابن ناصر ، قال : ابنا ابن أيوب قال : ابنا ابن شاذان ، قال :
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٣ / ١٠٢٧ / ٥٧٥٦) وأبو عبد في «ناسخه» (٣٦٦) والبيهقي في «سننه» (٩ / ١١). من طريق : حجاج به.