وقد روي عن ابن مسعود والحسن وأبي العالية : أنهم قالوا في هذه الآية : قولوا ما قبل منكم فإذا رد عليكم فعليكم أنفسكم.
[١٤٢] (١) ـ أخبرنا ابن الحصين ، قال : ابنا ابن المذهب ، قال : ابنا أحمد بن جعفر ، قال : ابنا عبد الله بن أحمد ، قال حدّثني أبي. قال : ابنا هاشم بن القاسم ، قال : ابنا زهير يعني : ابن معاوية ، قال : ابنا إسماعيل بن أبي خالد ، قال : ابنا قيس قال : قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ، قال : يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) إلى آخر الآية ، وأنكم تضعونها على غير موضعها ، وإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الناس إذا رأوا المنكر ، ولا يغيّرونه أوشك الله عزوجل أن يعمّهم بعقابه».
والثالث : أن الآية قد حملها قوم على أهل الكتاب إذا أدوا الجزية ، فحينئذ لا يلزمون بغيرها.
فروى أبو صالح عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوسلم كتب إلى حجر ، وعليهم منذر بن ساوي يدعوهم إلى الإسلام ؛ فإن أبوا فليؤدوا الجزية ، فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب ، واليهود والنصارى والمجوس ، فأقروا بالجزية وكرهوا الإسلام ، فكتب إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس فاقبل منهم الجزية» فلما قرءوا الكتاب أسلمت العرب ، وأعطى أهل الكتاب والمجوس الجزية. فقال المنافقون : عجبا لمحمد يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، وقد قبل من مجوس هجر ، وأهل
__________________
(١) حديث صحيح.
أخرجه أحمد (١ / ٢ ، ٥ ، ٧ ، ٩) وأبو داود (٤٣٣٨) والنسائي في «الكبرى» (٦ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩ / ١١١٥٧) والترمذي (٢١٦٨ ، ٣٠٥٧) وابن ماجة (٤٠٠٥) وابن أبي حاتم في «تفسيره» (٤ / ١٢٢٦ / ٦٩١٩) وابن جرير الطبري في «تفسيره» (١١ / ١٤٩ / ١٢٨٧٣) وابن أبي شيبة في «مصنفه» (١٥ / ١٧٤ ـ ١٧٥ / ١٩٤٢٩) وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (١) وابن حبان في «صحيحه» (١ / رقم : ٣٠٤ ، ٣٠٥) وأبو يعلى في «مسنده» (١ / ١١٨ ـ ١٢٠ / ١٢٨ ـ ١٣٢) والبزار في «مسنده» (١ / ١٣٥ ، ١٣٧ / ٦٥ ، ٦٨) وسعيد بن منصور في «سننه» (٤ / ١٦٣٦ / ٨٤٠) والحميدي في «مسنده» (١ / ٣ ، ٤ / ٣) وأبو بكر المروزي في «مسند أبي بكر» (٨٧ ، ٨٨) والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢ / ٦٢ ـ ٦٤) والبيهقي في «سننه» (١٠ / ٩١) وفي «شعب الإيمان» (٦ / ٨٢ / ٧٥٥٠) وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (١ / ١٨٧ / ١٢٣) والبغوي في «شرح السنة» (١٤ / ٣٤٤ / ٤١٥٣) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١ / ٩٣ ، ٩٤ / ٦٣ ، ٦٤) والطبراني في «مكارم الأخلاق» (٧٩) والخطابي في «العزلة» رقم (٥٨) وغيرهم. من طرق ؛ عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس به.