أبي ، قال : بنا حجاج ، عن ابن جريح ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس رضي الله عنهما (لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [التوبة : ٤٤] نسختها (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) [النور : ٦٢].
[١٦٩] ـ أخبرنا ابن ناصر ، قال : ابنا ابن أيوب ، قال : ابنا ابن شاذان ، قال : ابنا أبو بكر النجاد ، قال : ابنا أبو داود السجستاني ، قال : بنا محمّد بن أحمد ، قال : بنا علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما (لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) نسختها : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ).
قلت : فالصحيح أنه ليس للنسخ هاهنا مدخل ، لإمكان العمل بالآيتين ، وذلك أنه إنما عاب على المنافقين أن يستأذنوه في القعود عن الجهاد من غير عذر ، وأجاز للمؤمنين الاستئذان لما يعرض لهم من حاجة وكان المنافقون إذا كانوا معه ، فعرضت لهم حاجة ، ذهبوا من غير استئذانه ، وإلى نحو هذا ذهب أبو جعفر بن جرير ، وأبو سليمان الدمشقي.
ذكر الآية الثامنة :
قوله تعالى : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [التوبة : ٨٠].
لفظ هذه الآية لفظ الأمر وليس كذلك ، وإنما المعنى : إن استغفرت لهم ، وإن لم تستغفر لهم لا يغفر الله لهم ، فهو كقوله تعالى : (أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) [التوبة : ٥٣] فعلى هذا الآية محكمة ، هذا قول المحققين.
وقد ذهب قوم إلى أن ظاهر اللفظ يعطي أنه إن زاد على السبعين رجى لهم الغفران ، ثم نسخت بقوله : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) [المنافقون : ٦] فروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [التوبة : ٨٠] نسخت بقوله : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ).
[١٧٠] (١) ـ أخبرنا عبد الوهاب الحافظ ، قال : ابنا أبو طاهر الباقلاوي قال : ابنا أبو علي بن شاذان قال : ابنا عبد الرحمن بن الحسن ، قال : بنا إبراهيم بن
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٤ / ٣٩٦ / ١٧٠٢٥) وأبو عبيد في «ناسخه» (٥٢١) وهو مرسل.