جعفر النحّاس (١) أن قوما قالوا : ليس في القرآن ناسخ ولا منسوخ وهؤلاء قوم لا يقرّون ، لأنهم خالفوا نص الكتاب وإجماع الأمة ، قال الله عزوجل : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) [البقرة : ١٠٦].
[١] ـ وأخبرنا المبارك بن علي ، قال : أخبرنا أحمد بن قريش ، قال : أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الورّاق ، قال : بنا عبد الله بن داود ، وقال : حدّثنا محمد بن عامر بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن نهشل بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) [الرعد : ٣٩] قال : في الناسخ والمنسوخ.
قال ابن أبي داود : وحدّثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدّثنا أبو صالح ، قال : حدّثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) ويقول : يبدل الله ما يشاء من القرآن ، فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله ، وما يبدل وما يثبت وكل ذلك في كتاب (٢).
قال ابن أبي داود : وحدّثنا يونس بن حبيب ، قال : حدّثنا أبو داود ، وقال : حدّثنا همام ، عن قتادة ، عن عكرمة ، في قوله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) قال : ينسخ الآية بالآية فترفع ، وعنده أم الكتاب ، أصل الكتاب.
قال : وحدّثنا علي بن حرب ، ومصعب بن محمد ويعقوب بن سفيان ، قالوا : حدّثنا عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب في قوله عزوجل : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) قال : نزلت في الناسخ والمنسوخ.
قال : وحدّثنا محمد بن الحسن قال : حدّثنا كثير بن يحيى ، قال : حدّثنا أبي ، قال : بنا يونس بن عبيد ، وهشام بن حسان جميعا ، عن محمد بن سيرين (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) يرفعه ، ويثبت ما يشاء ، فيدعه مقرا له.
__________________
(١) هو : أحمد بن محمد بن إسماعيل ، أبو جعفر بن النحّاس المصري النحوي. من كبار العلماء بالنحو ، والقرآن. توفي سنة (ثمان وثلاثين وثلاثمائة ٣٣٨). له من التصانيف : «إعراب القرآن» و «الناسخ والمنسوخ» وغيرهما.
ترجمته في : «سير أعلام النبلاء» (١٥ / ٤٠١) و «البداية والنهاية» (١١ / ٢٢٢) و «النجوم الزاهرة» (٣ / ٣٣٠).
[١] إسناده ساقط.
فيه نهشل بن سعيد ؛ وهو متروك ، وكذّبه إسحاق بن راهويه ، وانظر «تهذيب الكمال» (٣٠ / ٣٢ ـ ٣٣).
(٢) انظر «جامع البيان» للطبري (١٣ / ١٢).